في المغرب، باتت ظاهرة مواظبة الزبناء على سحب مبالغ كبيرة من النقود « الكاش » تشكل تحدياً متزايداً للبنوك، حيث أدت هذه السحوبات المتكررة إلى حالة من الارتباك في العديد من الفروع البنكية. البنوك، التي تسعى جاهدة لإدارة السيولة بفعالية، وجدت نفسها مضطرة لاتخاذ تدابير استثنائية لتلبية الطلب المتزايد على النقود.
تعزى هذه الظاهرة إلى عدة عوامل من بينها انخفاض الثقة في الوسائل الإلكترونية للدفع وزيادة الحاجة إلى النقد خلال المناسبات والأعياد. هذا التوجه يعكس كذلك تحفظ بعض الزبناء على استخدام الخدمات البنكية الرقمية، مفضلين التعاملات المادية النقدية التي يرون فيها أماناً أكبر.
وأفاد مقاولون، في تصريحات متطابقة بأن السحب النقدي صباح كل يوم من الوكالات البنكية عملية روتينية بالنسبة إلى المقاولات، خصوصا الصغيرة منها، التي تتوفر على خزينة مالية محدودة، إذ تظل مجبرة من قبل الموردين والمتعاملين معها على تسوية معاملاتها نقدا، بسبب ارتفاع مخاطر الأداء بواسطة الشيك، وتعقيدات الدفع عبر التطبيقات البنكية، خصوصا من خلال التحويلات العادية التي تستغرق حوالي 48 ساعة من بنك إلى آخر.
وأضاف هؤلاء الزبائن أن المبالغ المطلوب سحبها نقدا تصل حتى 100 ألف درهم، أي 10 ملايين سنتيم، موضحين أن مسؤولي الوكالات غالبا ما يتذرعون بحجة تأخر الدفعات النقدية الواردة على الوكالة من المقر الرئيسي للمجموعة البنكية، وكذا أعطال بالنظام المعلوماتي يستحيل معها إنجاز سحوبات بواسطة شيكات الصندوق (les chèques de caisse)، أو تحويلات من حسابات إلى أخرى، آنية أو عادية.
البنوك، من جهتها، تعمل على تعزيز استراتيجياتها لإدارة السيولة وتشجيع الزبناء على الاعتماد أكثر على التعاملات الإلكترونية، بهدف تخفيف الضغط على السيولة النقدية وتحسين كفاءة الخدمات البنكية المقدمة.


