39 C
Marrakech
mardi, juillet 1, 2025
spot_img

ذات صلة

جمع

الحموشي يستقبل رئيس الاستخبارات الإماراتية بالرباط

استقبل المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، السيد...

سرقة بالعنف في الرباط: توقيف مشتبه به

تمكنت مصالح الأمن بمنطقة التقدم السويسي في الرباط، مساء...

القمة البحرية الإفريقية 2025: المغرب ركيزة أساسية للأمن البحري في إفريقيا

عقدت قمة القوات البحرية الأفريقية (AMFS) 2025 مؤخرًا في...

نصر مكري يطلق كليب أغنيته الجديدة “وليتي ديالي”

أطلق الفنان المغربي نصر مكري كليب أغنيته الجديدة بعنوان...

جلالة الملك يهنئ رئيس الصومال بمناسبة العيد الوطني

بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برسالة تهنئة إلى...

فعاليات أمازيغية تسوغ ضعف النشر بـ”تيفيناغ” بتقاعس الحكومات وأزمة القراء

أعاد التقرير السنوي لمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء حول “وضعية النشر والكتاب في المغرب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية 2022-2023″، الذي كشف عن ضعف كبير الإنتاج والنشر باللغة الأمازيغية وهيمنة الأبجدية اللاتينية على الإصدارات الأمازيغية، النقاش حول “أزمة خط تيفيناغ” التي لا تزال مستمرة رغم الاعتراف به رسميا في 10 فبراير 2003؛ فيما تُرجع فعاليات أمازيغية استمرار هذه الأزمة إلى “تقاعس” الحكومات المتعاقبة في ملف الأمازيغية وأزمة القراءة التي تشهدها المملكة.

في هذا الإطار، قال عبد الله بوشطارت، فاعل وكاتب أمازيغي، إن “تراجع الإنتاج والتأليف والإبداع بالحرف الأمازيغي تيفيناغ هو أمر طبيعي جدا، إذ رجع بالأساس إلى تقاعس الحكومات المتعاقبة لاسيما التي تم تعيينها بعد ترسيم اللغة الأمازيغية في دستور 2011 في تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في التعليمين العمومي والخصوصي”.

وأضاف بوشطارت، في تصريح لهسبريس، أن “المدرسة المغربية الحالية لا تخرج متعلمين يقرأون ويكتبون الحرف الأمازيغي تفيناغ؛ وبالتالي فإن التشظي الحقيقي يوجد في المدرسة المغربية، لأنها تدرس اللغة الأمازيغية في عدد قليل جدا من المدارس العمومية فقط خلال المستويين الأول والثاني من الابتدائي، أضف إلى ذلك انعدام تدريس هذه اللغة في التعليم الخصوصي”.

واستنكر المتحدث ذاته “التعامل مع لغة الأرض ولغة الأم ولغة الدستور بهذه الطريقة”، مشيرا إلى أن “السبب الحقيقي إذن في تراجع الإنتاج بالحرف الأمازيغي هو غياب إرادة سياسية لدى الحكومة في تعميم التدريس وإظهار اللغة الأمازيغية كأنها لغة لا فائدة منها؛ لأن الحكومة ترسخ وتركز الميزانيات الطائلة كل سنة في تدريس العربية والفرنسية لأسباب إيديولوجية يعرفها الجميع وليست بالضرورة بيداغوجية.. وبالتالي، فمن الطبيعي أن يتم الإنتاج الأمازيغي بالحرف اللاتيني؛ لأنه حرف مقروء ومتداول ومتاح للجميع حتى في البلدان الأمازيغية المجاورة للمغرب”.

وسجل الفاعل الأمازيغي ذاته أن “بعض المناضلين فقط هم الذين ينتجون بحرف تيفيناغ وفاء لمبادئهم ولمواقفهم، ثم أيضا لا ننسى أن الذين ينشرون بالحرف تيفيناغ يبتغون المشاركة في جائزة سنوية للإبداع الأدبي ينظمها المعهد الملكي كل سنة يشترط المشاركة بإبداع مكتوب بحرف تيفيناغ؛ وهذا مؤسف جدا. كما أن الذين ينتجون بحرف تيفيناغ جلهم إن لم نقل كلهم لم يتعلموه في المدرسة وإنما تعلموه نضاليا داخل الجمعيات. لذلك، فإن دور المدرسة أو العمل الحكومي المؤسساتي ووظيفتها التربوية بخصوص تعليم الأمازيغية للأسف الشديد هو غائب تماما وكليا؛ فلا تزال الكتابة الإبداعية بالأمازيغية فعل نضالي يقاوم من أجل الوجود”.

محمد مستاوي، كاتب أمازيغي، قال إن “الضعف الكبير الذي يشهده الإنتاج الأدبي بخط تيفيناغ يرجع بالأساس إلى غياب القراء وأزمة القراءة التي يعرفها المغرب، حيث إن العديد من الكتاب أصدروا مؤلفات بهذا الخط؛ غير أنها لم تشهد إقبالا من طرف الجمهور وتكبدوا خسائر مادية على إثر؛ وبالتالي توجهوا إلى النشر بخط آخر أكثر مقروئية، وإن كانت أزمة القراءة هي أزمة شاملة”.

وأضاف مستاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المدرسة المغربية هي الأخرى ساهمت في هذا الأمر، حيث إن تدريس خط تيفيناغ لا يزال بطيئا ولم يتم الوفاء بالوعود التي قطعت في هذا المجال؛ وبالتالي فلا يمكن أن يزدهر النشر بهذا الخط في ظل غياب تلاميذ وقراء قادرين على فهمه واستيعابه”.

ولفت الكاتب الأمازيغي ذاته أن “الأمازيغية كانت تعاني قبل الثورة الرقمية وظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت بشكل أو بآخر في تراجع الكتابة والإبداع ليس فقك باللغة الأمازيغية؛ بل وإنما باللغة العربية أيضا”، مشيرا إلى وجود صراع ما بين العقل والعاطفة على مستوى الكتابة بخط تيفيناغ من عدمه.

وزاد شارحا: “إذا غلبنا العاطفة سنكتب بتيفيناغ ولن نجد عندها قراء لعملنا ولا مدعمين. أما إذا غلبنا العقل فنكتب وننشر بحروف أخرى ربما أكثر مقروئية”، مشددا في الوقت ذاته على أن “مسؤولية النشر بالخط الأمازيغي ملقاة بالدرجة الأولى على الجيل الجديد من الكتاب الذين سيدرسون هذا الخط في المدارس وليس على الأجيال القديمة من الكتاب الذين درسوا ودرسوا بالخط العربي”.

وسجل المصرح لهسبريس أن “السؤال حول النشر والطبع بالحرف الأمازيغي تيفيناغ يجب أن يتوجه بالدرجة الأولى إلى المؤسسات التي تمنحها الدولة ميزانيات مهمة؛ على رأسها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي كان الأجدر به القيام بمبادرات كتشييد أقسام خاصة بتدريس الأمازيغية في الأرياف والبوادي والمجتمعات المغربية التي يسهل فيها تدريس الأمازيغية”.

spot_img