أيدت محكمة الاستئناف في الجزائر العاصمة، يوم الثلاثاء 1 يوليوز، الحكم الصادر بحق الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، بالسجن خمس سنوات، على خلفية تهم تتعلق بـ”المساس بالوحدة الوطنية”، بسبب تصريحات أدلى بها في أكتوبر 2024 لإحدى وسائل الإعلام الفرنسية، وُصفت بأنها مثيرة للجدل حول حدود الجزائر.
وكان الكاتب، البالغ من العمر 80 عامًا، قد اعتُقل في نوفمبر 2024، وتمت محاكمته في مارس الماضي أمام محكمة دار البيضاء، التي أصدرت الحكم الابتدائي بالسجن خمس سنوات. وقد تقدم كل من الدفاع والنيابة بطعن، حيث طالبت النيابة بعشر سنوات في جلسة الاستئناف.
وفي ختام الجلسة، أعلنت رئيسة المحكمة تأييد الحكم الابتدائي، مع منح مهلة 8 أيام لتقديم طعن بالنقض أمام المحكمة العليا.
قضية ذات أبعاد دبلوماسية
تأتي هذه القضية في سياق توتر دبلوماسي متزايد بين الجزائر وفرنسا، تفاقم بعد اعتقال صنصال، خاصة في ظل الخلافات العميقة بين البلدين بشأن ملف الصحراء الغربية. وكانت باريس قد أعلنت في يوليو 2024 دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية، ما أثار استياء الجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو.
وشهدت العلاقات الثنائية منذ ذلك الحين تدهورًا كبيرًا، شمل طرد دبلوماسيين، وفرض قيود على التأشيرات، وتجميد التعاون بين البلدين في عدة مجالات.
دعوات فرنسية للعفو
عقب صدور الحكم، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو عن أمله في أن يمنح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عفوًا لصنصال، نظرًا لوضعه الصحي الحرج بسبب إصابته بالسرطان. وصرّح بايرو: “وضع بوعلام صنصال غير مقبول، ونأمل في اتخاذ تدابير إنسانية بعد صدور الحكم”.