يشهد قطاع الطيران في فرنسا اضطرابات كبيرة اليوم الجمعة 4 يوليو، بسبب اليوم الثاني من إضراب مراقبي الحركة الجوية، وذلك بدعوة من نقابتين مهنيتين. وتم إلغاء مئات الرحلات الجوية، خاصة في مطاري باريس أورلي وشارل ديغول، في وقت يتزامن مع انطلاق العطلة المدرسية الصيفية.
الهيئة العامة للطيران المدني (DGAC) طلبت من شركات الطيران تقليص برامج رحلاتها بنسبة 40%. ويأتي ذلك بعد يوم أول صعب، أُلغيت خلاله 933 رحلة من وإلى فرنسا. في مطار نيس، تم إلغاء 50% من الرحلات، وفي مطاري باريس بلغت نسبة الإلغاء 25%.
الإضراب، الذي دعت إليه نقابتا UNSA-ICNA وUSAC-CGT، يهدف إلى المطالبة بتحسين ظروف العمل، وزيادة عدد الموظفين، وتحديث التجهيزات، وتحسين بيئة العمل التي وُصفت بأنها “سامة”. الجدير بالذكر أن النقابة الرئيسية في القطاع، SNCTA، لم تشارك في هذا الإضراب.
تأثير الإضراب لم يقتصر على فرنسا فقط، إذ أعلنت منظمة “شركات الطيران من أجل أوروبا” (A4E) أن نحو 1,500 رحلة أُلغيت في أوروبا خلال يومي الخميس والجمعة، ما أثر على حوالي 300 ألف مسافر.
شركة Ryanair، أكبر شركة طيران أوروبية، ألغت 400 رحلة، ما أثر على 70 ألف راكب. ودعا مديرها التنفيذي، مايكل أوليري، المفوضية الأوروبية إلى إصلاح نظام المراقبة الجوية، أو تقديم استقالتها في حال العجز عن ذلك.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، الإضراب بأنه “صادم”، منتقدًا توقيته في ذروة موسم السفر، معتبرًا أن المسافرين “رهائن” لهذا التحرك. أما وزير النقل، فيرى أن الإضراب يكلّف شركات الطيران “ملايين اليوروهات”، مؤكدًا رفض الحكومة لمطالب النقابات التي وصفها بـ”غير المقبولة”.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة تسعى لتنفيذ إصلاح جديد في قطاع المراقبة الجوية، يشمل تنظيم دوام الموظفين بشكل أكثر صرامة، بعد حادث خطير كاد يؤدي إلى تصادم طائرتين في مطار بوردو نهاية عام 2022.