تم يوم الثلاثاء بالرباط توقيع اتفاقية بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ممثلة في مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، وهيئة الشارقة للكتاب، لاستضافة المغرب كضيف شرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب المزمع تنظيمه في الفترة من 06 إلى 17 نوفمبر 2024.
وترأس مراسم التوقيع وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، والرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة، أحمد بن ركاض العامري، بحضور منسقة عام معرض الشارقة الدولي للكتاب ومديرة إدارة الفعاليات والمعارض، خولة المجيني، ومن الجانب المغربي مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات، لطيفة مفتقر.
وجاء توقيع هذه الاتفاقية تجسيداً للعلاقات الثقافية المتميزة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واستجابة لدعوة من هيئة الشارقة للكتاب، حيث يحل المغرب كضيف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد السيد بنسعيد أن هذه الاستضافة تأتي في سياق يشهد فيه العلاقات المغربية – الإماراتية، تحت القيادة الحكيمة لقائدي البلدين، طفرة نوعية، تمكن من مواكبة المجال الثقافي للمجالات الأخرى، مما يدعو الطرفين إلى ابتكار آليات ترتقي بالعلاقات الثقافية إلى مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الشقيقين.
واعتبر الوزير أن مشاركة المملكة المغربية كضيف شرف في معرض الشارقة ستمثل انطلاقة لتدشين مرحلة متقدمة من التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات، وتفعيل كل مبادرة من شأنها توسيع آفاق العمل المشترك.
من جهته، قال السيد أحمد بن ركاض العامري إن « اختيار المملكة المغربية ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2024 يعكس رؤيتنا العميقة نحو تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب وترسيخ أسس التفاهم والتعاون الثقافي، حيث نؤمن بأن الثقافة ليست مجرد تراكم للمعارف، بل هي نسيج يتألف من القيم والتقاليد والأفكار التي تتفاعل لتشكل هويتنا الإنسانية المشتركة ».
وأضاف أن « المغرب، بتاريخه الغني وحضارته العريقة، يمثل نموذجاً عربياً رائداً في التفاعل الإيجابي مع التنوع والتعددية الثقافية، واستيعاب التأثيرات المختلفة وصهرها في بوتقة واحدة لتشكيل هوية ثقافية فريدة ».
وأكد أن « حضور المغرب كضيف شرف على المعرض يجسد رؤية صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، في تعزيز التبادل الثقافي والحضاري مع العالم، وإننا نسعى من خلال استضافة المملكة إلى تجاوز حدود الزمان والمكان، للتعرف على تجارب جديدة ».
وسيتضمن برنامج المشاركة المغربية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى جانب العرض الوثائقي، تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية، بحضور أسماء وازنة في مجال الإنتاج الفكري والأدبي، بالإضافة إلى عروض موسيقية، وورشات فنية، وفقرات تعرف بالموروث الحضاري المغربي بمختلف أشكاله وتعبيراته.
يُذكر أن تنظيم أول دورة لمعرض الشارقة يعود إلى سنة 1982، بتوجيه ورعاية من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة الشارقة، ومنذ ذلك الحين يرسخ هذا المعرض مكانته الرفيعة بين معارض العالم، حيث يصل عدد العارضين فيه إلى أكثر من 2000 عارض، فيما يتجاوز عدد البلدان المشاركة فيه 80 بلداً، مما يجعله ثالث أكبر معرض دولي للكتاب في العالم.

