إعادة تشغيل الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وساو باولو

0
46

مع إعادة تشغيل الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وساو باولو اعتبارًا من ديسمبر المقبل، تسجل الخطوط الملكية المغربية خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات المثالية بين المغرب والبرازيل.

لم يكن من قبيل الصدفة أن تمتلئ وسائل الإعلام بأخبار إيجابية حول العلاقات الثنائية في الأسابيع الأخيرة، حيث وصلت هذه العلاقات إلى درجة من النضج الذي دفع البلدين إلى التحرك بسرعة على مختلف الأصعدة.

استغلت العديد من المؤسسات المغربية والبرازيلية الفرصة لدعم هذه الدينامية في مجالات متعددة تشمل الزراعة، البحث الزراعي، الحكومة الإلكترونية، الطاقة الشمسية، والهيدروجين الأخضر.

يأتي إعادة تشغيل خط الدار البيضاء-ساو باولو بعد انقطاعه القسري في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، ليعيد إلى الأذهان تجربة الخطوط الملكية المغربية المتميزة في السوق البرازيلية منذ تشغيل خط الدار البيضاء-ريو دي جانيرو في عام 1977.

وصرح مصدر دبلوماسي أن استئناف خط الدار البيضاء-ساو باولو يحمل « أخبارا ممتازة » لعدد كبير من المسافرين، خاصة البرازيليين والجالية المغربية والأفريقية في البرازيل، بالإضافة إلى الأوروبيين الذين يرغبون في الجمع بين زيارة البرازيل والتوقف في المغرب أو أي دولة أفريقية أخرى.

وأشار المصدر إلى أن خط الدار البيضاء-ساو باولو كان ناجحًا تجاريًا قبل الجائحة، مع تدفقات سياحية متزايدة بين البلدين، مضيفًا أن استئناف الرحلات بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا قد يسهم في مضاعفة عدد السياح البرازيليين إلى المغرب من 50 ألف حاليًا إلى 100 ألف زائر.

يأتي هذا الإعلان بعد أشهر قليلة من قرار المكتب الوطني المغربي للسياحة بفتح مكتب في ساو باولو في مارس 2024، مما يعكس الأهمية الكبيرة للسوق البرازيلية حيث يسعى المغرب للحصول على حصته من هذا السوق اللاتيني الضخم.

السوق البرازيلية تعتبر مهمة للغاية مع أكثر من 10 ملايين برازيلي يسافرون إلى الخارج سنويًا، ويقابل هذا الطموح في السماء طموح مماثل في البحار، حيث جعل المغرب من ميناء طنجة المتوسط مركزًا للشحن والتجهيز اللوجستي للأعمال الزراعية البرازيلية المخصصة للأسواق المرتبطة باتفاقيات التجارة الحرة مع المغرب.

يتزامن إعلان الخطوط الملكية المغربية مع زيارة وزير الشؤون الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، إلى الرباط، حيث رحبت البرازيل بجهود المغرب في تسوية الخلاف بشأن الصحراء المغربية في إطار مبادرة الحكم الذاتي المقدمة في 2007.

وفي مايو الماضي، أعرب المغرب والبرازيل عن « تطابق تام في وجهات النظر » حول عدة قضايا إقليمية ودولية خلال الدورة الثالثة للمشاورات السياسية بين البلدين في برازيليا.

بعيدًا عن المجال السياسي، يتميز التعاون التقني بين المغرب والبرازيل بالكثافة والتميز في مجالات مثل البحث الزراعي، الطاقة الشمسية، والحكومة الإلكترونية. وقد أطلق المعهد الوطني للبحث الزراعي ونظيره البرازيلي برنامجًا طموحًا يركز على إدارة وفعالية الأسمدة، وتحديد المناطق المعرضة للمخاطر المناخية، وتبادل المواد الوراثية.

في مجال الحكومة الإلكترونية، يسير برنامج التعاون بين وزارة الاقتصاد البرازيلية ووزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة المغربية على الطريق الصحيح. وفي مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، تعتزم الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) إطلاق شراكة مع الجمعية البرازيلية للطاقة الشمسية الكهروضوئية.

أما في المجال العسكري، فقد قرر المجلس الوزاري الأخير الذي ترأسه الملك محمد السادس إحداث منصب ملحق عسكري لدى سفارة المغرب في برازيليا لتعزيز العلاقات مع البرازيل.

هذا الزخم في قطاعات التعاون الثنائي يعكس صورة لعلاقات سياسية واقتصادية مكثفة مبنية على الاستدامة والثقة والاحترام المتبادل، مع حجم تجارة يبلغ 3 مليارات دولار.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا