أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً عن مقتل محمد الضيف، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، في الغارة الجوية التي استهدفته قبل أكثر من أسبوعين في خان يونس جنوب قطاع غزة. ولم تتلقَّ وسائل الإعلام حتى الآن تأكيداً من حركة حماس بشأن صحة هذا الخبر.
وذكر بيان للجيش الإسرائيلي: « تأكدنا من مقتل محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، خلال غارة جوية استهدفته قبل أكثر من أسبوعين في غزة ».
من جانبه، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن مقتل الضيف يمثل خطوة هامة نحو القضاء على حركة حماس كمنظمة عسكرية وحكومية وتحقيق أهداف الحرب على غزة.
وفي 14 يوليو الجاري، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، أسفرت عن استشهاد 90 فلسطينياً وإصابة 300 آخرين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها إن « عملية المواصي كانت تستهدف الضيف ونائبه رافع سلامة، لكن حتى الآن لا توجد تأكيدات حول مقتلهما ».
من جهته، نفى خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، صحة ما ذكرته الأوساط الإسرائيلية عن مقتل محمد الضيف في الهجوم على المواصي، مؤكداً أن نتنياهو كان يأمل في إعلان نصر زائف.
وأضاف الحية في تصريح لقناة الجزيرة: « أقول لنتنياهو إن محمد الضيف يسمعك الآن ويستهزئ بأكاذيبك »، مؤكداً أن نتنياهو يسعى من خلال هذه العمليات إلى إفشال مفاوضات تبادل الأسرى ووقف الحرب وإحراج الوسطاء.
يُذكر أن محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ « محمد الضيف »، وُلد عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة، اضطرَّت لمغادرة بلدتها « القبيبة » داخل فلسطين المحتلة عام 1948. وكان الضيف فناناً مسرحياً وسياسياً فلسطينياً، ساهم في تأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين تُدعى « العائدون »، قبل أن يصبح أحد أبرز المطلوبين للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ثم عين قائدًا عامًا لكتائب القسام.
وتُعتبر شخصية الضيف محاطة بالغموض، حيث ارتبط اسمه بالحذر والحيطة وسرعة البديهة، وكان يظهر نادراً، ولم يُشاهد منذ محاولة اغتيال فاشلة أواخر سبتمبر 2002 إلا في تصريحات تتعلق بعمليات المقاومة، آخرها عملية « طوفان الأقصى » فجر السبت 7 أكتوبر 2023.
وكان الضيف قد نجا من 7 محاولات اغتيال سابقة، وأصيب في بعضها بجروح خطيرة. كما وزع جيش الاحتلال الإسرائيلي منشورات في قطاع غزة، واعداً بجائزة مالية كبيرة قدرها 100 ألف دولار وأعلى لمن يقدم معلومات موثوقة عن مكان وجود مسؤولي حماس، مثل محمد الضيف.

