22 C
Marrakech
jeudi, février 6, 2025
spot_img

ذات صلة

جمع

انتقادات ترافق “تسقيف” سن الاستفادة من تخفيضات السكن للشباب

رافق إعلان وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد،...

القوات الجوية الملكية المغربية تستقبل طائرات أكينجي التركية

استقبلت القوات الجوية الملكية المغربية مؤخراً أولى وحدات الطائرات...

أخنوش: الحكومة تعمل على تلبية انتظارات المغاربة رغم التحديات الاقتصادية

أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن حكومته تظل على...

الحكومة الإسبانية تقرّ تقليص ساعات العمل الأسبوعية إلى 37.5 ساعة

أعلنت الحكومة الإسبانية، يوم الثلاثاء، عن توصلها إلى اتفاق...

إطلاق سراح بدر هاري بعد تحقيقات في قضية اعتداء على زوجته السابقة

أفرجت السلطات الهولندية، يوم الأربعاء، عن بطل الكيك بوكسينغ...

عين أسردون.. جوهرة خضراء تمزج بين سحر الطبيعة وعبق التاريخ


في قلب مدينة بني ملال يتربع منتجع عين أسردون كواحد من أروع الوجهات الطبيعية في المغرب، بل وحتى على المستوى العالمي. هذا الموقع الساحر يجمع بين الشلالات الرقراقة، الخضرة الممتدة، والمشهد الجبلي الآسر، ما يجعله قبلة لعشاق الطبيعة والهدوء، والباحثين عن الاسترخاء وسط مناظر خلابة تأسر القلب والعين.

عين أسردون ليست مجرد نبع مائي، بل لوحة فنية تجسد جمال الطبيعة المغربية بتنوعها. الشلالات المتدفقة، الحدائق الغناء، والمساحات الخضراء الممتدة، تجعل من هذا الموقع واحدا من أهم المعالم السياحية في جهة بني ملال – خنيفرة على وجه الخصوص، وفي المغرب بشكل عام.

تقول خديجة، الأم القادمة من مدينة الدار البيضاء: “لقد زرت العديد من الأماكن الجميلة حول المغرب، لكن عين أسردون تمتلك روحا خاصة. الشلالات، الخضرة، والهدوء…كل شيء هنا مثالي”، مضيفة في تصريح : “هذا المكان ليس فقط موقعا طبيعيا، بل لوحة فنية تجسد جمال المغرب؛ أتمنى أن يستمر تطويره ليحافظ على رونقه ويصبح أكثر تنظيما، خاصة أن المغرب مقبل على احتضان تظاهرات كروية عالمية خلال السنوات المقبلة”.

وبفضل الشهرة الواسعة التي تحظى بها فإن عين أسردون تشهد جهودا حثيثة لتطويرها والارتقاء بها إلى مستوى التطلعات العالمية، إذ أفادت مصادر مطلعة بأن والي جهة بني ملال – خنيفرة وعامل إقليم بني ملال أعطى تعليمات صارمة للمجلس الجماعي وجميع المتدخلين المعنيين من أجل العمل على تطوير الموقع والاعتناء به، ليصبح وجهة أكثر جاذبية للسياح المحليين والدوليين.

وتشمل تعليمات الوالي مجموعة من التدابير، من بينها تحسين البنية التحتية المحيطة بالعين، وتوسيع المساحات الخضراء، والاعتناء بالنباتات، وتوفير مرافق حديثة وخدمات لوجستية تحسن بشكل كبير تجربة الزوار. كما تهدف هذه الجهود إلى إطلاق حملات ترويجية على المستوى الوطني والدولي لتعزيز شهرة الموقع وجعله وجهة رائدة في السياحة العالمية.

وإلى جانب جمالها الطبيعي تحتضن عين أسردون قصبة تاريخية تعود إلى العهد المرابطي، ما يضفي على الموقع طابعا ثقافيا يميزه عن باقي الوجهات السياحية في المغرب. ويعتبر هذا التراث التاريخي جزءا لا يتجزأ من ذاكرة المنطقة، ويزيد من جاذبية الموقع، حيث يمكن للزوار الاستمتاع ليس فقط بجمال الطبيعة، بل أيضا بالتعرف على جزء من تاريخ المغرب الغني.

عصام الباز، ناشط بيئي بمدينة بني ملال، أكد أن “عين أسردون مثال حي على تمازج الطبيعة والتاريخ، ما يجعلها وجهة مميزة تجمع بين الجمال الطبيعي والإرث الثقافي”، مضيفا أن “الموقع ليس فقط وجهة سياحية، بل هو أيضا إرث ثقافي واجتماعي يعكس ارتباط الإنسان المغربي بالطبيعة”، ومشيرا إلى أن “الخطط الطموحة لتطوير الموقع ستعزز مكانته كوجهة عالمية لعشاق البيئة والسياحة المستدامة”.

ويرى الباز، في تصريح أن “عين أسردون تمتلك إمكانات بيئية وسياحية هائلة تجعلها نموذجا للتنمية المستدامة في المنطقة”، مردفا بأن “تطوير الموقع لا يقتصر فقط على تحسين المرافق والخدمات، بل يشمل أيضا الحفاظ على النظم البيئية المحيطة وحمايتها من التدهور، حفاظا على هذا الإرث الطبيعي للأجيال القادمة”، ومؤكدا على “ضرورة إشراك المجتمع المحلي في جهود التطوير، لما لذلك من دور كبير في تعزيز الوعي البيئي وضمان استدامة هذا المعلم الفريد”.

عبد الحميد الدغمي، أحد الزوار القادمين من مدينة تطوان، أعرب عن إعجابه الكبير بالموقع، قائلا: “عين أسردون ليست مجرد موقع سياحي، بل هي متنفس حقيقي للساكنة المحلية، حيث تجد مكانا للهروب من صخب الحياة اليومية والاستمتاع بجمال الطبيعة”، وزاد: “الشلالات الرقراقة، المياه العذبة، والمساحات الخضراء، تجعل من عين أسردون واحة للحياة، حيث يجتمع الناس من مختلف الأعمار للاستمتاع بأجواء من الهدوء والسكينة”.

وفي دعوة صادقة ناشد الدغمي المغاربة والأجانب على حد سواء “زيارة عين أسردون واكتشاف هذا الكنز الطبيعي الذي يجمع بين سحر الطبيعة وكرم الضيافة المحلية”، موردا أن “زيارة الموقع ليست مجرد رحلة ترفيهية، بل تجربة روحية تعكس غنى المغرب الطبيعي والثقافي”، ولافتا إلى أن “عين أسردون ليست ملكا لأبناء بني ملال فقط، بل هي إرث لكل المغاربة، مكان يستحق أن يكون على خريطة السياحة العالمية”، بتعبيره.

ومع كل الجهود المبذولة لتطوير عين أسردون وتعزيز مكانتها السياحية يبدو أن الموقع على أعتاب تحول كبير يجعله واحدا من أبرز الوجهات السياحية العالمية، وذلك من خلال تحسين البنية التحتية، والحفاظ على النظم البيئية المحيطة، وإطلاق حملات ترويجية واسعة النطاق؛ وكلها عوامل ستساهم في تعزيز جاذبية المكان وجعله قبلة مثالية للسياح من كل أنحاء العالم.

وأجمع عدد من المهتمين بالشأن المحلي لبني ملال وزوار الموقع السياحي أن عين أسردون تبقى لؤلؤة طبيعية وثقافية في قلب المغرب، تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ، وتستقطب عشاق الهدوء والجمال من كل فج عميق.

spot_img