سيكون 7 و8 ديسمبر 2024 موعدًا هامًا في تاريخ باريس. سيشهد العالم الافتتاح المرتقب لكاتدرائية نوتردام دو باري، بعد خمس سنوات من أعمال الترميم الشاقة.
في 15 أبريل 2019، اندلع حريق ضخم كاد أن يدمّر كاتدرائية نوتردام، المعلم التاريخي الذي يمثل جزءًا أساسيًا من تراث باريس والعالم. الصورة الشهيرة للحريق المدمر، وسقف الكاتدرائية الذي انهار، لا تزال عالقة في ذاكرة الجميع.
بعد الحريق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التزامه بإعادة بناء الكاتدرائية. كانت المدة المحددة لهذا المشروع الطموح خمس سنوات، وهو ما تم تحقيقه في الوقت المحدد.
التحديات التقنية في الترميم
ترميم كاتدرائية نوتردام لم يكن مهمة سهلة. إلى جانب الحاجة إلى الحفاظ على الطابع الأصلي للمبنى، تم استخدام تقنيات حديثة لضمان سلامة الكاتدرائية ومنع وقوع أي حوادث مستقبلية.
تبرعات دولية: دعم واسع لإعادة البناء
حظي مشروع الترميم بدعم عالمي واسع. تم جمع 843 مليون يورو من التبرعات، بما في ذلك مساهمات من دول غير مسيحية. المملكة المغربية، بتوجيه من الملك محمد السادس، قدمت مساهمة مالية هامة لإعادة بناء الكاتدرائية.
المساهمات المالية: 700 مليون يورو للمراحل الأولى
خصصت المبالغ التي تم جمعها بشكل رئيسي للمرحلتين الأوليتين من الترميم. بلغت تكلفة تثبيت الكاتدرائية ومنع انهيارها بعد الحريق حوالي 700 مليون يورو.
المرحلة الثالثة: إعادة إحياء واجهات الكاتدرائية
المرحلة الثالثة من الترميم تتعلق بإعادة ترميم واجهات الكاتدرائية. كانت هذه الأعمال مقررة قبل الحريق، ومن المتوقع أن تنتهي في عام 2025.
الإشراف على تقدم أعمال الترميم كان شخصيًا من الرئيس ماكرون. حيث قام بزيارات متعددة إلى الموقع، ومن المقرر أن تكون آخر زيارة له في 29 نوفمبر 2024، حيث سيتم الكشف عن الصور الأولى للكاتدرائية بعد الترميم.
موقع الترميم: وجهة سياحية في قلب باريس
رغم أن الكاتدرائية لا تزال مغلقة أمام الزوار، إلا أن موقع الترميم أصبح مقصدًا للسياح. قال فيليب، بائع كتب في باريس: « يأتي الكثير من الناس لرؤية تقدم العمل، من جميع الجنسيات. »
الافتتاح المنتظر في ديسمبر 2024
ينتظر الجميع بفارغ الصبر إعادة فتح كاتدرائية نوتردام في ديسمبر 2024. وسيكون هذا الافتتاح حدثًا عالميًا، يرمز إلى الصمود الثقافي والعمراني لفرنسا.