قال عبد الله بوصوف، الخبير في العلوم الإنسانية، إن النظام العسكري الجزائري رفع من وتيرة الحملة الانتخابية فارغة المضمون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي، واختار لها من العناوين “من أجل جزائر منتصرة”، لافتا إلى أن “الانتخابات الرئاسية بالجزائر حسم العسكر الفائز فيها منذ الإعلان عن تاريخ مبكر لإجرائها وبدون تكليف جهاز العسكر بتبرير أو بيان أسباب التعجيل الانتخابي”.
وأضاف بوصوف، في مقال توصلت به هسبريس معنون بـ “تبون ليس مرشحا حرا.. لكنه مرشح العسكر”، أن العالم تعود على شعارات انتخابية بحمولات رمزية وسياسية قوية كـ “ماكرون معكم” أو مارين لوبان “امرأة دولة” أو ميلشلون “عالم آخر ممكن” أو شعار الإسباني بيدرو سانشيز “إسبانيا التي نريد”، أما بوتين فظل يردد أثناء حملته الرئاسية أن شعب روسيا هو “عائلة واحدة كبيرة”، مشيرا إلى أن “كل هذه الشعارات السياسية واعدة بمستقبل يغرف من التنمية والرفاهية والحقوق والحريات والأمل في غد أفضل وآمن.. وليست كشعارات الحفلة/ الحملة الانتخابية للنظام العسكري التي تفوح برائحة الحرب الباردة وشعارات تلك المرحلة المدغدغة لمشاعر الكادحين والفلاحين والعمال”.
وسجل أن “مهندسي انتخابات النظام العسكري الجزائري اختاروا بعناية فائقة مصطلح “من أجل جزائر منتصرة” لكي يبدو لأصحاب النوايا الحسنة أن المغزى هو الانتصار على البطالة والصحة والبنيات الصحية وتوفير شروط الحياة الكريمة فوق أرض تحمل في باطنها احتياطات كبيرة من مصادر الطاقة والثروة”.
نص المقال:
رفع النظام العسكري الجزائري من وتيرة الحملة الانتخابية فارغة المضمون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي، واختار لها من العناوين “من أجل جزائر منتصرة.. المترشح الحر عبد المجيد تبون.”
هو عنوان حملة الانتخابات الرئاسية بالجزائر، التي حسم العسكر الفائز فيها منذ إعلان عن تاريخ مبكر لإجرائها وبدون تكليف جهاز العسكر بتبرير وبيان أسباب التعجيل الانتخابي.
لقد تعودنا على شعارات انتخابية بحمولات رمزية وسياسية قوية كـ” ماكرون معكم” أو مارين لوبان “امرأة دولة” أو ميلشلون و”عالم آخر ممكن” أو شعار الإسباني بيدرو سانشيز “إسبانيا التي نريد”، أما بوتين فظل يردد أثناء حملته الرئاسية أن شعب روسيا هو “عائلة واحدة كبيرة”..
وهي كلها شعارات سياسية واعدة بمستقبل يغرف من التنمية والرفاهية والحقوق والحريات والأمل في غد أفضل وآمن، وليست كشعارات الحفلة/ الحملة الانتخابية للنظام العسكري التي تفوح برائحة الحرب الباردة وشعارات تلك المرحلة المدغدغة لمشاعر الكادحين والفلاحين والعمال.
لقد اختار مهندسو انتخابات النظام العسكري الجزائري بعناية فائقة مصطلح “من اجل جزائر منتصرة”. وقد يبدو الأمر لدى أصحاب النوايا الحسنة أن المغزى هو الانتصار على البطالة والصحة والبنيات الصحية وتوفير شروط الحياة الكريمة فوق أرض تحمل في باطنها احتياطات كبيرة من مصادر الطاقة والثروة.
لكن الجميع يعلم أن الآلة الإعلامية الرسمية بالجزائر اشتغلت على هدف واحد هو “غسيل دماغ جماعي” للمجتمع وتقديم المغرب كدولة عدو، وأن النظام الجزائري يجب أن يستعد للحرب، وأنه مضطر للتسليح وشراء الخبرة والأسلحة.. وهي كلها مبررات لتبديد الثروة الجزائرية.
وإذا كان القائمون على الحملات الانتخابية في كل الدول الديمقراطية يتعمدون نقل ونشر صور المرشح مع جمهور المتعاطفين أو المنسقين أو الناخبين المحتملين، فإن النظام العسكري الجزائري ينقل فقط صور الرئيس القادم فوق الدبابات، بدون جمهور وبدون محبين ومريدين، فقط قهقهات مشكوك في تسجيلها. ولعل هذا هو مربط السطر الثاني، وأن عبد المجيد المترشح الحر. وهذه خدعة جديدة. فهل معنى هذا أن الشعب الجزائري لا يثق في كل الأحزاب السياسية الموجودة؟ هل يعني هذا أن الأحزاب الجزائرية لم تستطع خلق مرشحين أقوياء منذ الاستقلال المشروط؟..
الشعب الجزائري يعرف جيدا الانتماء الحقيقي للمرشح عبد المجيد تبون، وأنه ليس “حر” لأنه لا يخفى على أحد أن تبون هو مرشح العسكر وليس الشعب.


