أصدر محمود آيت الحاج عملا روائيا في 100 صفحة من الحجم المتوسط، من منشورات غاليري الأدب للسنة الجارية، واختار لباكورة أعماله عنوان “المرأة البامبارية”، ساردا تفاصيل حياة امرأة إفريقية من دولة مالي، تُجرد من هويتها البامبارية وتنسب لها هوية الصحراويين لتصبح من سكان جحيم مخيمات تندوف بالجزائر.
وفي المقدمة التي كتبها الأديب مصطفى لغتيري قال إن “الكاتب محمود أيت الحاج تناول موضوعا بالغ الأهمية، يلمس في العمق هموم الإنسان وأحلامه المشروعة من أجل اجتراح أفق أرحب، يتيح له ظروف العيش ضمن حياة أفضل، خاصة إذا كان يحيا في قارة جريحة، أضحت أيقونة عالمية للهجرة والمعاناة والاستغلال المزدوج، المرتكب حينا من أبناء جلدتها، وحينا آخر من القوى العالمية؛ إنها إفريقيا الحزن والألم والحلم المشرع على كل الاحتمالات الممكنة”.
وأضاف لغتيري أن “الكاتب لا يكتفي بذلك، بل يلمس كذلك جرحا غائرا في ذاكرة المغاربة والمغرب العربي عموما، جرح يأبى أن يندمل بفعل الأحقاد المتوارثة، التي حاولت أن تفتت وطنا وتلقي بجزء من مواطنيه في جحيم المخيمات في تندوف، حيث البؤس والأفق الحياتي المفقود”.
وأشارت المقدمة إلى أن “حضور المرأة بشكل قوي داخل المتن الروائي يبني أفقا في التلقي، ينبني على تصور حداثي، يعلي من قيمة المرأة ويمنحها صوتا بارزا، تنافح من خلاله على حظوظها وفرصها، التي تخلقها بنفسها من أجل الانعتاق، والتوق -رغم المعاناة- لحياة أفضل”.
كما أكد الأديب لغتيري أن “رواية الكاتب محمود آيت الحاج كتبت بلغة سردية، تكاد تكون محايدة، تتخللها مقاطع وصفية جميلة، وهي في عمومها تراهن على التواصل مع القارئ إلى أقصى الحدود، لأن ما يهم الكاتب بالدرجة الأولى هو نقل المعاناة ومشاركته المتلقي الهموم الإنسانية، التي تثقل صفحات هذه الرواية”.