40 C
Marrakech
mardi, juillet 1, 2025
spot_img

ذات صلة

جمع

إحباط محاولة تهريب 3 أطنان من مخدر الشيرا

الصويرة – تمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة...

نيسان ماجنايت تصل إلى المغرب، أول سوق أفريقي بسيارة ذات قيادة يسرى

أكد جوردى فيلا، رئيس نيسان أفريقيا، على الأهمية الاستراتيجية...

إينجي شمال أفريقيا تعين رييك دي بويزيري مديرًا عامًا

الدار البيضاء، 1 يوليو 2025 – أعلنت شركة إينجي...

موجة حر شديدة و شَرگِي منتظرة من الإثنين حتى الجمعة

أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن تحذير من موجة...

الحموشي يستقبل رئيس الاستخبارات الإماراتية بالرباط

استقبل المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، السيد...

“مطرب الحي لا يُطرب” .. هل تهمش المهرجانات الوطنية الكبرى الفنانين المغاربة؟


عرفت التظاهرات الموسيقية الغزيرة التي شهدتها الساحة الفنية المغربية مؤخرا توافد مجموعة من الفنانين العرب للمشاركة في إحياء هذه التظاهرات، حيث تم استقطاب أبرز نجوم الأغنية العربية. في مقابل ذلك، اعتبر البعض أن هناك إقصاء وتهميشا للفنانين المغاربة في حفلات تنظم ببلادهم.

وانطلاقا من النسخة الأخيرة لمهرجان “موازين.. إيقاعات العالم” أو مهرجان تيميتار وبعض التظاهرات التي احتضنتها مدينة البيضاء، عبّر نشطاء مغاربة وفاعلين في الميدان الفني عن استنكارهم من عدم استدعاء نجوم مغاربة يمثلون الصف الأول في الغناء واستقبال فنانين عرب خفت وميض نجوميتهم خلال السنوات الأخيرة.

ويشكو الكثير من الفنانين المغاربة وراء الكواليس أيضا من عدم حضورهم بشكل كاف في المهرجانات الوطنية، بينما تشهد هذه الأخيرة حضورا كبيرا ومستمرا للفنانين العرب من دول أخرى؛ بما في ذلك مصر ولبنان والإمارات.. ويُعزى ذلك في بعض الأحيان إلى قرارات اللجان المنظمة واختياراتهم التي تميل إلى الفنانين من الخارج على حساب الفنانين المحليين.

في هذا السياق، قال مفيد السباعي، المنتج الفني والخبير في عالم الموسيقى، إنه دائما كان يلح على قضية أن الفنانين المغاربة الذين يستحقون المرور في المهرجانات الكبرى لا تعطاهم الفرصة ويكون ذلك نادرا لدى فئة قليلة مقارنة مع فناني الخارج.

وأضاف السباعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هناك بعض الدول العربية التي يأتي نجومها بكثرة إلى المغرب؛ لكن في المقابل لا تعطى الفرصة للفنانين المغاربة في مهرجاناتهم مثل تونس مصر وغيرها.

وتابع المتحدث ذاته أنه ليس ضد حضور فنانين عرب في تظاهرات مغربية؛ لكن يجب إعطاء قيمة للفنانين المغاربة داخل الوطن وخارجه وتكون هناك مساواة وعدلا بينهم، معبرا عن متمنياتها بأن يقوم المشرفون على المهرجانات بإعادة النظر في معايير انتقاء الضيوف وبالبحث عن الفنانين الذين يشتغلون على طول السنة ولديهم حضور بإنتاجات فنية وأصواتهم في المستوى ويستقطبونهم للحفلات لكونهم يقومون بجهد كبير من أجل إخراج عمل إلى الوجود وإنتاجه بمالهم الخاص.

وواصل المنتج الفني والخبير في عالم الموسيقى قائلا: “من يكون في الإدارة الفنية للمهرجانات يجب أن يكون على علم بما يقع في الساحة الفنية المغربية ومتابعا جيدا لكي لا ينادي على من لا يستحق، والمغرب في تطور؛ لذلك يجب على الميدان الفني أيضا أن يمضي قدما ويضرب به المثل دوليا، ليس فقط بالحضور الجماهيري الغفير إنما بالإنتاجات المميزة التي يمكن لها المنافسة عالميا لأننا نستطيع القيام بذلك”.

وأردف السباعي: “أظن أن وزارة الثقافة تشتغل في هذا المنحى.. وهذا ما لاحظناه في مجموعة من المشاريع التي رأت النور مؤخرا، ولم تكن من قبل تولي الوزير بنسعيد المنصب؛ وهي ما تعني وجود إرادة حقيقية”.

من جهته، كشف عبد السلام الخلوفي، الباحث الموسيقي المغربي، أن مسألة حضور الفنانين المغاربة في المهرجانات الكبرى وطنيا تطرح أكثر من علامة استفهام؛ لأن حضورهم أصبح في الغالب فقط من باب رفع العتب، حتى لا تتهم هذه المواعيد الفنية بالإقصاء الكامل للفنان المغربي.

وتابع الخلوفي، في تصريح لهسبريس، أن مهرجان موازين الأخير خير مثال لذلك، حيث سجل أن “إدارة المهرجان خصصت لتسعين في المائة من الفنانين المغاربة خشبة غير ملائمة بتاتا للعروض الفنية الموسيقية، وهي خشبة شاطئ سلا؛ فوجودها فوق رمال الشاطئ وفي مواجهة مياه البحر يجعل نسبة الرطوبة عالية جدا، مما يعيق تقديم عرض موسيقي لا تشوبه شائبة”، لافتا إلى أن “كثيرا من المطربين والمطربات بمجرد أن يشرعوا في الغناء وتتسرب الرطوبة إلى حناجرهم، يلاقون صعوبة كبيرة في ضبط الجمل الموسيقية، ويبذلون مجهودا كبيرا للانضباط، وفي حالات كثيرة وهذه السهرات كانت منقولة بالمباشر عبر القنوات الوطنية، ويمكن لأي واحد العودة إليها، سمعت فيها فضائح النشاز بشكل بين ورهيب جدا، وحتى الآلات الموسيقية المصاحبة وقعت في هذا المطب، ليس لكون العازفين غير جيدين؛ لكن فقط لأن عامل الرطوبة يؤثر بشكل كبير في عملية دوزنة الأوتار”.

وأضاف الباحث الموسيقي المغربي أنه لاحظ تعاملا غير عادلا حتى بين الفنانين المغاربة أنفسهم، فقد تعاقب على منصة النهضة كل من الدوزي وجنات وأمينوكس، وخصصت لسميرة سعيد خشبة المسرح الوطني محمد الخامس، بينما البقية خصصت لهم منصة شاطئ سلا بكل صعوباتها التي أثرت في نظره أيضا على ظروف التفاعل مع هذه السهرات بالنسبة للجمهور، حيث اعتبر أنها “لم تكن سهلة للغاية خاصة والجمهور يقف على رمال الشاطئ وما يسببه الوقوف على الرمال من تعب. لذا توافق في الغالب مؤدو الألوان الشعبية، التي تدخل الجمهور في حالات جذب تنسيه تعب الوقوف، أما الألوان الأخرى فكانت صعوبة التواصل بينها وبين الجمهور بادية للعيان”.

وعن التظاهرات الفنية التي نظمت مؤخرا في الدار البيضاء، قال المتحدث ذاته إنه وباستثناء حاتم عمور كان هناك غياب تام للفنانين المغاربة، مبرزا أنه “حتى لو تحجج المنظمون بمبرر اقتصاد السوق وقانون العرض والطلب، فهذا أمر مردود كليا؛ لأننا نتوفر على أسماء كثيرة يمكنها أن تجلب الجمهور، وقيمتها الفنية تفوق حتى الأسماء المستقدمة، سعد لمجرد وأسماء لمنور وزكرياء الغفولي وسلمى رشيد ونجاة عتابو والصنهاجي والقائمة طويلة يمكنها أن تحقق أعداد الجمهور المطلوبة”.

وشدد الخلوفي على أن هنا يكمن الدور الذي من المفترض أن تقوم به النقابات الفنية، كقوة اقتراحية وترافعية، يمكنها أن تنتزع من مختلف المواعيد “كوطا” حضور الفنان المغربي وكذلك شكل حضوره، خاصة بالنسبة للمهرجانات التي تستفيد من دعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل والقطاعات الحكومية الأخرى والمؤسسات التي تمتلكها الدولة بشكل كامل أو بشكل جزئي.

وأردف قائلا: “مع الأسف، تشرذم الجسم الفني المغربي، إذ نتوفر اللهم لا حسد فقط في الجانب الموسيقي والغنائي على 27 نقابة، جعل كلمة الفنان المغربي ضعيفة. لذا، لا أتوقع تغير هذا الحال في الأمد القريب”.

spot_img