لَم تُخفت فرحة حصول ناصر الزفزافي، رمز احتجاجات مدينة الحسيمة بين سنتي 2016 و2017 المعروفة بـ”حراك الريف”، على شهادة الباكالوريا نبرة الحزن في صوت والده أحمد الزفزافي، الذي تحدّثت معه هسبريس عقب زيارته الأخيرة، اليوم الخميس، لنجله.
ناصر الزفزافي، من داخل سجن طنجة الذي يقضي فيه حكما بعشرين سنة سجنا، قضى منها 7 سنوات على خلفية قيادة احتجاجات “الحراك” خطيبا وجزءا من المنظمين، تُوِّجَ بشهادة باكالورياهُ بميزة حسن في تخصص العلوم الإنسانية.
وتحدّثت هسبريس مع أب ناصر الزفزافي الذي يعيش للسنة السابعة على التوالي حدادا، لم يحيِ فيه عيد الأضحى، الذي جدّد شعائرَه المسلمون شهر يونيو الجاري، مختارا وأمّ الناشط المعتقل رفع راية الحداد فوق سطح المنزل الذي كان يسجّل منه ناصر الزفزافي رسائله وتعليقاته المصوّرة على “الحراك” ومستجدات التفاعل الرسمي والمدني معه.
وقال أحمد الزفزافي: “هذه شهادة نالها في السجن؛ فهو إنسان يجتهد في السجن، وتقدم للمباراة فنالها بميزة حسن، وهذه شهادة الباكالوريا، وفي الحقيقة يوجد ما يقال”.
وفي تصريح عقب إتمام زيارته لابنه في السجن بعد ثلاثة أشهر من سابِقَتِها، غالب أحمد الزفزافي كلمات جدوى الحديث في ظلّ سجن مستمرّ، ليقول: “هذه زيارةٌ لنبارك له، ونهنئه، ونطمَئِنّ على صحته، بعد عملية شبه معقدة أجراها على العين.”
وتابع: “هذه الشهادة رسالة مهمة للقائمين على هذه البلاد، بأن ناصراً لم يكن مثلما قالت الأغلبية الحكومية التي أعطت الضوء الأخضر للتدخل الأمني ضد المحتجّين، والدولةُ حرمته من المستقبل، ولا نعرف مَن منها حرمَه”.
وفي حديث عن ابنه الذي جاوز سنة عيشِه الأربعين، قال أحمد الزفزافي: “إنه يعيش تحديات مستقبلية، ولا تزال تنتظره 13 سنة للخروج من السجن، واللهُمّ اهدِ هؤلاء القوم فهم لا يعلمون في الحقيقة. جئنا إلى هذه الزيارة بعد ثلاثة أشهر، نظرا للتكاليف التي يتطلّبها السفر، ونحن أناس بسطاء كان الله في عوننا، خرجنا من الحسيمة في الساعة الرابعة صباحا، ووصلنا إلى طنجة مع العاشرة صباحا، نسأل الله أن تنتهي هذه المعاناة، وإن استجاب سيُسعدنا الحال، وإن لم يستجب كان الله في عوننا”.