في مداخلة له حول العلاقات التاريخية بين المغرب واتحاد جزر القمر، ألقاها أمس الخميس على هامش ندوة دولية نظمتها أكاديمية المملكة تحت عنوان “جزر القمر، أفقا للتفكير”، أكد محمد الأمين صيف، ممثل الاتحاد الإفريقي في الصومال وزير الخارجية القمري الأسبق، أن “العلاقات المغربية القمرية تعود إلى عقود خلت، غير أنها لم تنل الاهتمام الذي يليق بها من طرف الباحثين”، مسجلا أن المغاربة والقمريين يشتركون في العديد من الأشياء.

وأضاف الدبلوماسي القمري أن “هذه العلاقات تشمل اليوم التعاون العسكري والتبادل الثقافي والديني والرياضي أيضا”، موردا أن “البلدين تجمعهما روابط التاريخ والجغرافيا والثقافة والحضارة، وهما أيضا عضوان في كل من منظمة الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمات أخرى”، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود عدد من الطلاب القمريين الذين يتابعون دراساتهم في الجامعات والمعاهد المغربية من بين أكثر من 25 ألف طالبا ينحدرون من حوالي 47 دولة إفريقية، إضافة إلى عدد من المسؤولين والقادة القمريين الذين تكونوا في المغرب، على رأسهم الرئيس عثمان غزالي، خريج الأكاديمية العسكرية بمكناس.

وزاد شارحا أنه “لا يمكن أن نتحدث عن العلاقات المغربية القمرية دون أن نمر أولا عبر العلاقات بين المغرب وإفريقيا عموما في أبعادها المختلفة”، لافتا في هذا الصدد إلى “مواقف الملك الراحل محمد الخامس فيما يخص استعمار الجزائر ومساندته لحركات الانعتاق من براثن الاستعمار، وحركات الاستقلال في عموم القارة الإفريقية”.

وتابع بأن “مغرب الاستقلال وضع إفريقيا ضمن أولويات سياسته الخارجية وعمل على تقوية التعاون جنوب-جنوب، خاصة مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث اعتمد آلية اللجان المشتركة التي أثمرت في سنوات السبعينات والثمانينات توقيع 63 اتفاقية تعاون مع 17 دولة، منها جزر القمر”.

وأضاف وزير خارجية جزر القمر الأسبق أن “نهاية التسعينات وبداية الألفية الثانية عرفت زيادة في عدد لجان التعاون المشترك بين المملكة المغربية والدول الإفريقية في جميع المجالات ذات الطبيعة الاستراتيجية وفي إطار الشراكات رابح-رابح”، لافتا إلى “توقيع قرابة 1000 اتفاقية تعاون مع 40 دولة منذ سنة 2000، تتويجا للسياسة الجديدة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس الذي أكد في عديد خطاباته على أهمية تعزيز التعاون المغربي الإفريقي”.

في السياق نفسه، أشار المتحدث إلى خطاب الملك بمناسبة عيد العرش بتاريخ 30 يوليوز 2004، الذي قال فيه: “وبنفس الحزم والعزم، فإننا لم نفتأ نجعل قارتنا الإفريقية في صدارة سياستنا الخارجية، مكرسين جهودنا لتعزيز علاقاتنا مع كافة بلدانها الشقيقة، ولاسيما منها الأقل نموا”، لافتا أيضا إلى جعل التعاون والتضامن مع الشعوب والبلدان الإفريقية، واحدا من أهم الاختيارات الاستراتيجية للمغرب بموجب دستور 2011.


