يقع قصر آيت بن حدو على بعد 30 كيلومترا من مدينة ورزازات، وهو موقع تراثي عالمي مصنف من قبل “اليونسكو” سنة 1987، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الحادي عشر الميلادي، ويتميز بطرازه المعماري الفريد من نوعه حسب عدد من الروايات والمقالات التاريخية.
قصر آيت بن حدو، التابع للنفوذ الترابي لجماعة آيت زينت، يعد نموذجا متميزا للمعمار التقليدي المغربي، ويتكون من منازل مشيدة بطوب من الطين وأسقف مستديرة، ويستقبل آلاف السياح من مختلف دول العالم والمدن المغربية، باعتباره موقعا تراثيا عالميا ووجهة سياحية متميزة بالمملكة.
وكشف عدد من المرشدين السياحيين بالمنطقة والمهتمين بتاريخ هذا القصر أن تاريخ قصر آيت بن حدو يعود إلى القرن الـ11 الميلادي، موضحين أن القصر كان جزءا من طريق القوافل التجارية الرئيسية التي ربطت الصحراء الكبرى بشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، مشيرين إلى أن الموقع الاستراتيجي للقصر جعله مركزا تجاريا مزدهرا على مر القرون.
وفي هذا الإطار، قال رشيد أضرضور، مرشد سياحي بالمنطقة، إن قصر آيت بن حدو يتميز بتصميمه المعماري الفريد المتمثل في تكدس المنازل الطينية على شكل هرم على جانب أحد الأودية، مشيرا إلى أن الطراز المعماري للقصر وتخطيط بنائه كان له وظيفة دفاعية لحماية سكان القصر في العصور الماضية.
وأضاف أضرضور، في تصريح لهسبريس، أن التنوع الطبيعي والإرث الثقافي الغني يجعل من قصر آيت بن حدو وجهة سياحية متكاملة تجمع بين الجوانب الثقافية والطبيعية والتاريخية، مؤكدا أن السياحة لعبت دورا محوريا في الحفاظ على الجوانب الثقافية والطبيعية بهذا القصر التاريخي، مشيرا إلى أن ذلك ساهم في تعزيز الوعي والفخر لدى سكان القصر بهذا الموقع التراثي العالمي.
وأجمع عدد من المهنيين في القطاع السياحي بقصر آيت بن حدو على أن السياحة تعد أحد أهم القطاعات الاقتصادية في إقليم ورزازات بشكل عام وليس فقط آيت بن حدو، مشددين على أن السياحة تساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل منذ عقود من الزمن.
وأفاد هؤلاء المهنيون، في تصريحات متطابقة لهسبريس، بأن الإقليم بشكل عام شهد انتعاشا ملحوظا في القطاع السياحي، خاصة بعد فترة من التراجع بسبب جائحة كورونا، مبرزين أن الانتعاشة المسجلة تؤكد على الحاجة إلى مواصلة الجهود لتطوير وتعزيز القطاع السياحي من جميع المتدخلين سواء المهنيين أو السلطات والقطاعات الحكومية وغير الحكومية، خاصة أن المغرب مقبل على تنظيم كأس العالم لسنة 2030، بتعبيرهم.
من جهته، قال عبد الرحمان صابر، منعش سياحي بالإقليم، “هناك تعليمات وتوجيهات صدرت من طرف السلطة الإقليمية، ممثلة في شخص عامل الإقليم، تدعو أصحاب المؤسسات السياحية والمرشدين من أجل بذل مجهود لتحسين وتطوير القطاع السياحي بجميع مناطق الإقليم، قصد ترسيخ الصورة المشرفة لهذا الإقليم في أذهان السياح سواء المغاربة أو الأجانب الذين يزورون المنطقة لأول مرة”.
وأضاف صابر، في تصريح لهسبريس، أن السلطات الإقليمية تسعى، بشراكة مع الفاعلين المعنيين والمنعشين السياحيين، إلى تنويع المنتوج السياحي بالإقليم والترويج والتسويق الفعال، ملتمسا من الجميع مواصلة هذه الجهود لتعزيز مكانة ورزازات كوجهة سياحية رائدة على المستويين الوطني والدولي.
عبد القادر سفولي، فاعل جمعوي مهتم بتاريخ قصر آيت بن حدو، قال إن هذا القصر أصبح واحدا من أبرز المعالم السياحية في المغرب ولربما في إفريقيا، لكونه من الواجهات السياحية العالمية المرغوبة، نظرا لتاريخه العريق والتصميم المعماري الفريد من نوعه.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هذا الموقع الأثري يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم الذين يأتون لاستكشاف هذا القصر الطيني الخلاب والتجول في أزقته الضيقة والتمتع بمناظر الوادي المحيط به، كما يوفر القصر فرصا رائعة للتصوير الفوتوغرافي والاستمتاع بالثقافة والتراث المغربي الأصلي.
وبالإضافة إلى جمالية القصر المعماري، يوفر موقع آيت بن حدو فرصا رائعة للتعرف على الثقافة والتراث المغربي، وأيضا يمكن الزوار من زيارة المحلات التجارية التقليدية وورش الحرف اليدوية، والاستمتاع بمذاق المأكولات المحلية في المطاعم المنتشرة في القصر.
ويعد قصر آيت بن حدو من المواقع الطبيعية المفضلة لعدد من المخرجين السينمائيين، حيث جرى تصوير عدد من الأفلام الشهيرة في المنطقة؛ مثل “Lawrence of arabia”، و” Gladiator” و” The mummy”، مما زاد من إشعاع وشهرة القصر وساهم في جاذبتيه للسياح العالميين.