أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الإثنين في الرباط، أن موريتانيا تشغل مكانة مهمة في إطار المبادرة الملكية لتسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، وذلك وفقًا لرؤية جلالة الملك محمد السادس.
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوق، أكد السيد بوريطة أن جلالة الملك يعتبر أن لدى موريتانيا دورًا هامًا ومكانة في إطار مبادرته المتعلقة بتسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وبعد أن أبرز الطابع الخاص لزيارة السيد ولد مرزوق إلى المغرب، والتي جاءت بتعليمات من الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، أكد السيد بوريطة على أهمية العلاقات بين البلدين، ووصفها بأنها « خاصة وتاريخية، تفرضها الجغرافيا وروابط الدم والجوار الجغرافي ».
وشدد بوريطة، في هذا السياق، على أن العلاقات المغربية-الموريتانية تكتسي أهمية خاصة بالنسبة لجلالة الملك، الذي يسعى لتطويرها في جميع الجوانب، مضيفًا أن مسألة دعم العلاقات كانت دائما حاضرة في توجيهات جلالته نظرًا للروابط الاستثنائية التي تجمع البلدين.
واستعرض بوريطة، في هذا السياق، الاتصال الهاتفي الأخير الذي جرى بين جلالة الملك وفخامة الرئيس الموريتاني، والذي تم خلاله تأكيد أهمية العلاقات الثنائية وخصوصيتها، والتقدير الخاص الذي يكنه صاحب الجلالة للرئيس الموريتاني ولدوره في دعم الاستقرار وتطوير التنمية في موريتانيا.
من جهة أخرى، سجل بوريطة أن آليات العلاقات تعمل « بشكل إيجابي »، حيث توجت اللجنة العليا المشتركة، المنعقدة في مارس 2022، بالتوقيع على عدة اتفاقيات، وكذا بمخرجات جد مهمة، مبرزًا أن طموح جلالة الملك يتمثل في جعل العلاقات المغربية-الموريتانية تكتسي أهميتها كاملة باعتبارها علاقة جوار ذات أبعاد تاريخية وإنسانية.
وأشار إلى أن المباحثات التي أجراها مع نظيره الموريتاني همت الوضع والقضايا على الصعيد الإقليمي، وكانت مناسبة للتأكيد والإشادة بالدينامية الإيجابية التي تشهدها الدبلوماسية الموريتانية، بفضل الدور الذي يضطلع به الرئيس الموريتاني ومصداقيته والثقة التي يمنحها لكل الشركاء.
وأشار إلى أن الطلبة الموريتانيين المتواجدين بالمغرب يأتون في المقدمة، سواء من حيث العدد أو المنح الدراسية، الأمر الذي يؤكد على أن التواصل والروابط الإنسانية مستمرة بين الشعبين، لا سيما بين الشباب الذي يستفيدون من التكوين بالمملكة.
وعلى المستوى الاقتصادي، أبرز بوريطة أن العلاقات بين البلدين جد متطورة، حيث يعد المغرب اليوم أول شريك تجاري لموريتانيا على المستوى الإفريقي، وأول مستثمر إفريقي فيها.
مشددًا على أن طموح جلالة الملك والرئيس الموريتاني يتمثل في الدفع بهذه العلاقات الاقتصادية نحو أبعاد إستراتيجية أخرى لتكون نموذجًا لعلاقات جوار بين بلدين لهما كل المؤهلات لبناء نموذج ملهم للتعاون في حالات وسياقات أخرى.