تشهد الحدود اللبنانية منذ صباح اليوم الاثنين غارات إسرائيلية عنيفة، حيث تم تنفيذ حوالي 300 غارة على بلدات في الجنوب والبقاع الشرقي، مستهدفة مناطق وقرى للمرة الأولى. ونتيجة لهذه الهجمات، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل خمسين شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين، بينهم أطفال ونساء ومسعفون.
استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية بلدات طيردبا والعباسية في قضاء صور، بالإضافة إلى حاريص وبركة الجبور في منطقة جزين. كما شملت الغارات بلدات كفرحتى والبابلية وكوثرية السياد والغسانية، حيث أصيبت مباني سكنية في البابلية والصرفند.
وتعرضت أيضاً طريق حبوش-عربصاليم للغارات، وكذلك بلدات قضاء مرجعيون مثل حولا ومجدل سلم وغيرها. في منطقة الزهراني، وقعت غارات على بلدات الغازية ومغدوشة، بالإضافة إلى غارات على وادي طنبوريت.
مع تصاعد الأعمال العدائية، طلبت اليونيفل (قوات حفظ السلام الأممية) من موظفيها مغادرة الجنوب مع عائلاتهم. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ضرورة وقف بعض العمليات في المستشفيات لإفساح المجال لاستقبال الجرحى بسبب التصعيد الإسرائيلي. كما أعلنت وزارة التربية إغلاق المدارس اليوم وغداً.
في المقابل، أطلقت قذائف صاروخية من الحدود اللبنانية تجاه الجليل الغربي، وأفادت التقارير بإصابة مصنع وأربعة مبانٍ في الجليل شمال إسرائيل، كما أصيب خمسة إسرائيليين بجروح طفيفة من شظايا صواريخ.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الغارات ستستمر وتتزايد خلال الأيام المقبلة، وذلك بالتزامن مع تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله الذي دخل مرحلة جديدة بعد تفجير أجهزة اللاسلكي الخاصة بحزب الله وضرب مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل نحو 59 شخصاً.
وفي ظل هذه التطورات، تتصاعد التحذيرات الدولية والأممية والعربية من إمكانية نشوب حرب شاملة في المنطقة.


