كشفت بداية موسم الاصطياف في عدد من المدن الساحلية، تجاهل المواطنين وعشاق الشواطئ للتحذيرات الصادرة بشأن الشواطئ والأماكن التي أعلنت غير صالحة للاستحمام، الأمر الذي يعرض الصحة العامة لهؤلاء المواطنين إلى مجموعة من المخاطر.
في الحوار القصير التالي، تتحدث الدكتورة نادية رضوان، أخصائية في طب الجلد والتجميل، عن المخاطر التي يمكن أن يواجهها المواطنون في حال استحمامهم في الشواطئ التي أعلنتها السلطات غير صالحة للسباحة.
وأكدت الطبيبة الأخصائية أن مصدر الفطريات والبكتيريا التي يمكن أن تسبب لمرتادي هذه الشواطئ مشاكل صحية، هو “براز الإنسان”، مطالبة المواطنين بالامتثال للقرارات التي تعلنها السلطات في هذا المجال تفاديا لأي مشاكل.

نص الحوار:
تحدى عدد من المواطنين تصنيف الشواطئ غير الصالحة للسباحة بالإصرار على الاستحمام فيها، هل يعرضهم ذلك إلى الخطر؟
الناس يستمتعون في العطل بالتوجه إلى الشواطئ القريبة منهم، وهذا أمر جيد، لكن يمكن أن يكونوا معرضين للخطر. ولهذا، جميع الدول، ومنها المغرب، تقوم بمراقبة دورية للشواطئ، من خلال أخذ عينات من مياه البحر ورمال الشواطئ وإخضاعها للفحص والتحليل، وبموجب النتائج يتم الخلوص إلى أن هذا الشاطئ صالح للاستحمام أم لا.
كيف تتم عملية الفحص والتأكد من تلوث المياه والرمال؟
الفحص الذي يتم إجراؤه لمياه البحر ورمال الشواطئ، يجري في مختبرات تمكننا من اختبار جودة المياه، ونبحث في العينات عن الميكروبات الموجودة في الماء، خصوصا البكتيريا والطفيليات. وبشكل عام، الفيروسات لا تستحمل كثيرا الشمس وأشعتها الحارة أو العيش في الوسط الخارجي، ولذلك نركز على الفطريات والبكتيريا في مياه البحر، ونبحث خصوصا عن المكورات العنقودية والمعوية التي تحدث ضررا كبيرا للجهاز الهضمي من قيء وإسهال، وفي بعض الأحيان ترافقها بعض المشاكل الجلدية.
ما مصدر هذه الميكروبات والفطريات؟
الميكروبات التي توجد في مياه البحر يكون مصدرها في الغالب براز الناس الذين يستحمون فيها، والنفايات التي يلقونها، فعلى المصطافين أن يقوموا بدورهم ويمتنعوا عن القيام بهذه الممارسات الخطرة.
وفي بعض الأحيان، يكون مصدرها المعامل التي تلقي مخلفاتها في الشواطئ القريبة فتصبح غير صالحة للاستحمام، بل قد تصبح في بعض الأحيان غير صالحة للعيش، ولذلك نلاحظ نفوق الحوت والسمك في بعض الشواطئ والمناطق، وهو ما يعني أننا أمام تلوث كبير يستدعي تدخل السلطات ويمكن أن تنتج عنه أضرار صحية كبيرة.
كيف تؤثر هذه الفطريات على الناس وبشرتهم؟
يمكن أن تصيب هذه الفطريات وجه الإنسان، كما يمكن أن تصيب الجلد. غير أن الأرجل تبقى الأكثر عرضة بحكم ملامسة القدم للرمال التي تحمل هذه الطفيليات، وهو ما يسبب تقشر الأطراف المصابة، خاصة راحة الرجل وما بين الأصابع، إذ يمكن أن يبدو للشخص المصاب أن هذا التقشر ناتج عن ملوحة البحر، غير أنه سرعان ما يتطور الأمر إلى حكة ثم التهاب قوي وتقرحات تنتقل من الشخص المصاب إلى الأشخاص الآخرين الذين يحتكون معه.
أما بالنسبة للفطريات التي تصيب الوجه، فقد تكون ناتجة عن الاستحمام أو السباحة في مناطق غير صالحة لذلك، وتكون في الغالب على شكل بقع بيضاء مصحوبة هي أيضا بحكة شديدة.
وكذلك “البهك”، الذي تظهر أعراضه خاصة خلال مواسم الاصطياف ويكون في شكل بقع بنية اللون، قد يظن المصاب في بداية الأمر أنها ناتجة عن التعرض لأشعة الشمس الحارقة وقد يهملها، غير أن الأمر قد يتطور إلى مضاعفات أخرى تستدعي استشارة الطبيب.
متى تظهر الأعراض والمضاعفات الناتجة عنها؟
يجب الإشارة إلى أن هذه الأعراض والمضاعفات قد لا تظهر منذ الوهلة للتعرض لهذه الميكروبات والبكتيريا، وقد يستغرق الأمر شهرا أو شهرين لظهور المضاعفات بشكل جلي وواضح، وهو ما يساهم بشكل أو بآخر في التقليل من جدية تحذيرات السلطات العمومية بتجنب السباحة في مناطق بعينها، لذلك وجب التقيد بتعليمات السلطات حفاظا على الصحة العمومية، خاصة وأن بعض هذه الأمراض الطفيلية معدية.
كيف يمكن تجنب العدوى في حال حدوث الإصابة؟
عن طريق أقراص التعقيم. تعقيم المنزل وكل أفراد العائلة، وكذلك المصطافين الذين خالطوا المصاب. وهذه الخطوة مهمة. وأهم شيء في العملية هو عندما تقول السلطات إن شاطئا ما غير قابل للاستحمام، فهو قرار يستند إلى أسس علمية وتحاليل تجرى على عينات في أكثر من مختبر، وفق المعايير العالمية، وهذا يستوجب عدم التوجه إلى الشاطئ المعني، وينبغي أن يعي الناس أن في تجاهل الأمر ضررا على الصحة.


