شهد مركز إملشيل، الجمعة 23 غشت الجاري، عاصفة رعدية قوية تسببت في خسائر مادية جسيمة للمزارعين، وأثارت حالة من الذعر لدى عشرات الأسر بعدما غمرت المياه منازلها، خاصة بالمركز. وأسفرت السيول، التي استمرت ساعتين تقريباً، عن تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وإتلاف محاصيلها، مما يهدد مصادر رزق العديد من الأسر في المنطقة.

وعبّر السكان عن استيائهم من ضعف استجابة السلطات المحلية والمجلس الجماعي لنداءات المتضررين، حيث وصفوا الوضع بـ”الكارثي”، وأشاروا إلى أن التدخلات كانت بطيئة وغير فعالة في مواجهة السيول، مما فاقم حجم الخسائر. وعاينت هسبريس أسرا لا تزال تكابد من أجل إزالة الأتربة من أمام بيوتها.

وألقى بعض السكان، في تصريحات متطابقة أدلوا بها لجريدة “هسبريس”، اللوم على هشاشة البنية التحتية ومشاكل تصريف مياه الأمطار المزمنة، مؤكدين أن هذه العوامل ساهمت بشكل كبير في تفاقم الأزمة. ودعوا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين وضع البنية التحتية وتصريف المياه لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.

وأكد المهدي شابو، أحد سكان المنطقة، على ضرورة الاهتمام بمركز إملشيل، باعتباره وجهة سياحية تستقطب آلاف الزوار سنويًا. ولفت إلى أن الوضع أصبح مقلقًا، داعيًا الجهات المعنية إلى التدخل الفوري لتعزيز البنية التحتية السياحية والاقتصادية للمنطقة. كما اقترح إنشاء سدود تلية لاستغلال مياه الأمطار في الري، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تتسم بالجفاف.

أما أمين، وهو من سكان إملشيل المهتمين بالسياحة، فقد أشار إلى أن استمرار الأمطار مدة ساعتين كان كافيًا لإثارة الرعب لدى السكان نظرًا لضعف البنية التحتية. وانتقد تأخر السلطات المحلية والمجلس الجماعي في اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه الظروف الجوية القاسية.

ويناشد المتضررون من المزارعين السلطات الإقليمية بتقديم مساعدات عاجلة لهم لتعويضهم عن محاصيلهم التي أتلفت بسبب السيول، إضافة إلى وضع خطط شاملة لتحسين البنية التحتية في إملشيل. كما يأملون بأن تسهم هذه الخطط في تأهيل المركز ليصبح وجهة سياحية عالمية، تعزز الاقتصاد المحلي وتحميه من مثل هذه الكوارث في المستقبل.

وفي ختام تصريحاتهم، طالب السكان الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري والشامل لتحسين الوضع الحالي وتجنب تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل، مؤكدين أن تحسين البنية التحتية بكل أشكالها وتأهيل قنوات مياه الأمطار أصبحا ضرورة لا تحتمل التأجيل.
وفي معرض تعليقه، صرح رئيس المجلس الجماعي لإملشيل بأن السلطات المحلية، إلى جانب المجلسين الجماعي والإقليمي وبعض الشركات الخاصة العاملة في الجماعة، تدخلت في الوقت المناسب لمواجهة الوضع. وأكد أن عمليات إزالة الأوحال وتصريف المياه استمرت حتى ساعات متأخرة من الليلة الماضية بهدف السيطرة على الأضرار وضمان سلامة السكان


