مع إعلان شركة “سيغا تكنولوجي (SIGA.O)” توفير علاج “Tpoxx” المضاد لجدري القردة تعود التساؤلات حول المضاعفات الصحية التي قد تنجم عن استخدامه، وذلك بعد التجربة “المتوترة” للمغاربة وشعوب العالم مع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وأكد بيان للشركة أن “حصول المغرب على هذا العلاج كأول دولة إفريقية يأتي في سياق وقائي ضد أي تفشٍ محتمل لهذا المرض”.
وأضاف البيان أن هذا الدواء معتمد في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، كما حصل على تصاريح في أوروبا والمملكة المتحدة، ويتمتع بقدرته على “معالجة المضاعفات الناتجة عن لقاح جدري القردة”.
وطمأن خبراء في المجال الصحي وصيادلة بشأن المضاعفات المحتملة لهذا الدواء في حالة استخدامه رسميًا من قبل مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وأوضح محمد عريوة، خبير صحي، أن “هذا الدواء يمثل تقدمًا وامتيازًا قارِّيًّا يجعل المغرب قادرًا على احتواء المرض في حال انتشاره”، مشيرًا إلى أن “مسألة المضاعفات موجودة في جميع الأدوية”.
وأضاف عريوة، في تصريح لهسبريس، أن دواء “Tpoxx” معروف داخل القارة الإفريقية بفعاليته الكبيرة في مواجهة جدري القردة، مشيرًا إلى أن “وضعية هذا المرض داخل المغرب غير مقلقة تمامًا، لكن هذا لا يمنع اتخاذ خطوات استباقية مثل اقتناء العلاجات وتوفير مخزون من اللقاحات”.
وعن أسباب اختيار المغرب العلاج بدلاً من اللقاح لتعزيز هذه الخطوة الوقائية أوضح الخبير ذاته أن “وجود حالة واحدة فقط مسجلة لجدري القردة في المغرب يجعل توفير العلاج أولوية، في حين أن استخدام اللقاح يتطلب تسجيل آلاف الحالات”، وشدد على أن “مضاعفات الأدوية تُعالَج وفق مساطر معروفة ضمن سوق الأدوية الدولية”، مؤكدًا أن “الأهم هو الخطوة الاستباقية التي قام بها المغرب حاليًا”.
من جهته اعتبر حمزة كديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، أن “غياب تقارير دولية عن وجود مضاعفات ناجمة عن هذا الدواء، بالإضافة إلى المراقبة التي تفرضها السلطات على الأدوية المستوردة، وبقاء الدواء ضمن أيدي مصالح الوزارة وليس في السوق، كلها أمور مطمئنة للمواطنين في ما يخص فعالية العلاج، الذي يبقى فقط في خانة الوقاية من تفشي جدري القردة”.
وأضاف كديرة، في حديثه لهسبريس، أن “وضع المغرب على خريطة انتشار المرض في القارة السمراء مطمئن للغاية، ولا ينبغي أن يكون المواطن المغربي منشغلًا أو خائفًا من هذا المرض”، مشيرًا إلى أن “العالم اكتسب وعيًا وخبرة خلال فترة كورونا، إذ كانت الأوضاع صعبة للغاية، وضعفت الثقة في اللقاحات بعدها”.
وفي هذه الفترة الحالية أكد المتحدث ذاته أن “الوضعية متحكم فيها وطنيًا وعالميًا، وحتى داخل بؤر الدول الإفريقية؛ ومع خطوة جلب اللقاحات تكون المملكة قامت بدورها اللازم في حماية المواطنين”.