34 C
Marrakech
dimanche, juin 1, 2025
spot_img

ذات صلة

جمع

حكيمي: لم أحتفل بالهدف احتراما للإنتر

عبر الدولي المغربي أشرف حكيمي عن سعادته بتتويج باريس...

حملات واسعة لمنع بيع الأضاحي .. والسلطات تغلق أسواق المواشي

شنت السلطات على مستوى مجموعة من العمالات والأقاليم حملات...

سبعة قتلى في انهيار جسرين بروسيا

نتج انهيار جسرين ليل السبت الأحد في منطقتي كورسك...

“مجزرة” قرب مركز مساعدات في رفح

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، الأحد، مقتل 22...

قتيلان في احتفالات باريس سان جرمان

قُتِل شخصان واعتُقل 559 شخصا بعدما خرج آلاف من...

تراجع “اتصالات المغرب” يدفع الآلاف إلى البحث عن بدائل في الجنوب الشرقي


في قلب الصحراء الشرقية المغربية، حيث تمتد المساحات الشاسعة وتتناثر المدن والقرى، تبرز مشكلة أخرى تضاف إلى تحديات الحياة في هذه المناطق النائية؛ إنها أزمة الاتصالات التي باتت تؤرق سكان الجنوب الشرقي المغربي، وتدفع بالعديد منهم إلى البحث عن بدائل لتلبية احتياجاتهم الأساسية من خدمات الهاتف والإنترنت.

في جولة ميدانية شملت عدة مدن وقرى في المنطقة التقت جريدة هسبريس الإلكترونية في وقت سابق بالعديد من المواطنين ومسؤولي الشركات المحلية، الذين عبروا عن استيائهم من الوضع الراهن، المتمثل في ضعف خدمات شركة “اتصالات المغرب” من الهاتف والإنترنيت، بالإضافة إلى غلاء الأسعار مقارنة بالجودة.

وفي ظل تزايد الاعتماد على خدمات الاتصالات في الحياة اليومية تتصاعد الانتقادات الموجهة إلى شركة “اتصالات المغرب”، بسبب ضعف أداء شبكة الهاتف، وبطء خدمات الإنترنت في العديد من مناطق الجنوب الشرقي، ما دفع بالآلاف من الزبائن إلى الانتقال إلى شركتي “أورونج” و”أنوي” اللتين أصبحتا توفران خدمات ذات جودة عالية.

ويقول محمد برطين، وهو صاحب فندق في مدينة زاكورة: “نعاني يوميا من انقطاعات متكررة في شبكة الهاتف والإنترنت. وهذا يؤثر سلبا على أعمالنا، خاصة عندما نحتاج إلى إجراء معاملات إلكترونية أو التواصل مع الزبائن”، مضيفا أن ضعف خدمات “اتصالات المغرب” دفعه إلى تغيير الخدمة إلى شركة أخرى.

وفي ورزازات، المدينة المعروفة بصناعة السينما، تحدثت فاطمة، وهي طالبة جامعية، عن مشاكل عديدة في شبكة “اتصالات المغرب”، مستحضرة ما عناه الطلبة من صعوبات الدراسة عن بعد خلال فترة الجائحة، إذ “كان من شبه المستحيل متابعة المحاضرات عبر الإنترنت بسبب ضعف الإشارة”، ومردفة بأنها اضطرت للانتقال إلى شركة أخرى، ما كلفها أكثر، لكن ذلك كان ضروريا لإكمال دراستها، وفقها.

الشركات المحلية لم تكن بمنأى عن هذه المشكلة. يقول عبد الله أيت الصغير، منعش سياحي بمدينة تنغير: “نحن نعتمد بشكل كبير على الحجوزات الإلكترونية والتواصل مع السياح عبر الإنترنت”، وزاد: “ضعف الشبكة يؤثر سلبا على أعمالنا ويجعلنا نخسر زبائن محتملين. والكثيرون منا يلجؤون إلى تركيب أنظمة تقوية الإشارة على نفقتهم الخاصة، أو تغيير شركة اتصالات المغرب إلى شركات أخرى”.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس جمعية محلية في ميدلت أكد أن المشكلة تتجاوز مجرد الإزعاج اليومي، مؤكدا أن “ضعف البنية التحتية للاتصالات يعيق التنمية الاقتصادية في المنطقة، إذ إن الشركات تتردد في الاستثمار هنا بسبب هذا المشكل أيضا، والشباب يهاجرون بحثا عن فرص أفضل في المدن الكبرى”، وفق تعبيره.

وعلى مستوى الحدود في الصحراء الشرقية تعاني مناطق عدة من ضعف شبكات اتصالات المغرب، خاصة بمنطقة الطاووس التابعة لإقليم الرشيدية، ومدن بوذنيب وبوعرفة وفجيج، حيث وجه كثيرون انتقادات لاذعة لرئيس المجلس الإداري لشركة اتصالات المغرب، عبد السلام أحيزون، الذي قضى عقودا من الزمن على رأس هذه الشركة، ملتمسين إجراء تغييرات لضخ دماء جديدة قادرة على إعطاء دفعة قوية لقطاع الاتصالات بالمغرب، وعلى التنافسية الدولية في المجال.

وفي انتقاد لاذع صرح رشيد أمغار، ناشط في مجال حقوق المستهلك بإقليم فجيج، بأن “اتصالات المغرب تستغل وضعها شبه الاحتكاري في بعض المناطق لجمع الأرباح دون استثمار حقيقي في تحسين البنية التحتية”، مؤكدا أن “الوضع الحالي للشركة ذاتها سيضعها على حافة الإفلاس، خاصة مع بداية زحف أو نزوح ملايين الزباء إلى شركات بديلة”، وفق تعبيره.

وعبر العديد من المواطنين عن استيائهم الشديد من جودة الخدمات المقدمة من قبل شركة اتصالات المغرب، موردين أنهم يدفعون فواتير باهظة مقابل “خدمة رديئة”، إذ إن “الانقطاعات المتكررة في الشبكة تجعل من المستحيل إجراء مكالمة هاتفية بشكل طبيعي، أو التصفح بشكل مريح”، بتعبيرهم.

وأكد عدد من هؤلاء المواطنين، في تصريحات متطابقة، أنه يتم أحيانا قضاء ساعات لتحميل ملف صغير أو مشاهدة فيديو، ما يجعل الشبكة غير مرحب بها، فيما أصبحت شبكات أخرى بديلة أفضل منها بجودتها وأسعارها المنخفظة، مؤكدين أنهم يلجؤون إلى تغيير أرقام هواتفهم القديمة إلى أرقام لشركات اتصالات بديلة، وفقهم.

وقال عبد الصمد منصوري، من ساكنة امحاميد الغزلان الواقعة في المنطقة الحدودية بين المغرب والجزائر: “في هذه المنطقة الحدودية نضطر في الشهور الأخيرة للجوء إلى مزودي خدمات بديلة، مثل أورانج وإنوي، بحثا عن تغطية أفضل وسرعات إنترنت أعلى”، مضيفا أن “الأرقام التي تصرح بها اتصالات المغرب عن نسبة زبنائها غير مقبولة وغير صحيحة، وذلك مقارنة بسوء وتراجع الخدمات”، بتعبيره.

وأضاف المتحدث ذاته في تصريحه “تحولت نسبة كبيرة من الساكنة إلى شركتي أورانج وأنوي منذ ستة أشهر بسبب الانقطاعات المتكررة وبطء الإنترنت مع اتصالات المغرب. الآن نحن راضون عن الخدمة”، وزاد أن “اتصالات المغرب لم تضع في يوم من الأيام هموم سكان هذه المناطق ومطالبهم في الميزان، بل همها هو جمع المال بأي طريقة على حساب أعصاب الزبائن”، بحسبه.

هذا وفي تطور يهدد بتقويض مكانة اتصالات المغرب كرائدة في سوق الاتصالات المغربية تشير المؤشرات الأخيرة إلى أن الشركة قد تواجه موجة من هجرة الزبائن بسبب استمرار المشاكل المتعلقة بجودة الخدمة وضعف صبيب الإنترنت، وغلاء الأسعار، في مقابل زيادة عدد زبائن الشركتين المنافستين.

spot_img