انهيار منظومة تيارات المحيطات قد يؤدي إلى جفاف شديد في أوروبا

تشير الدراسات العلمية إلى أن ضعف تيارات المحيط الأطلسي المعروفة باسم « آموك » (Atlantic Meridional Overturning Circulation) بسبب الاحتباس الحراري وذوبان الجليد قد يتسبب في مجموعة من الأزمات البيئية والمناخية العالمية. وتتمثل أبرز هذه الآثار في موجات جفاف قاسية، وبرودة شديدة في مناطق أوروبا، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى البحار بشكل ملحوظ.

تأثير الاحتباس الحراري على تيارات المحيط الأطلسي

يعتبر النظام الحيوي لتيارات المحيط الأطلسي، أو « آموك »، من العناصر الحيوية التي تلعب دوراً أساسياً في تنظيم درجات حرارة كوكب الأرض. فهذه التيارات البحرية العميقة تقوم بنقل المياه الدافئة نحو الشمال والمياه الباردة نحو الجنوب في المحيط الأطلسي، مما يساعد في توزيع الحرارة بشكل متوازن في مختلف أنحاء العالم. كما أنها تساهم في تنظيم المناخ في مناطق عدة، خاصة في أوروبا، حيث تعمل كحاجز يحميها من التغيرات الحادة في درجات الحرارة.

تباطؤ تيارات « آموك » وتأثيره على البيئة العالمية

تعد تيارات المحيط الأطلسي جزءاً مهماً من « الحزام الناقل العالمي » الذي ينقل المياه العميقة المدفوعة بتغيرات الحرارة والملوحة. هذا النظام المتحرك باستمرار يحمل أيضاً العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على الحياة البحرية. ومع تزايد تدفق المياه العذبة إلى المحيط بسبب ذوبان الأنهار الجليدية، تتباطأ هذه التيارات، حيث أن المياه العذبة أقل كثافة من المياه المالحة، مما يضعف القدرة على تحريكها.

عواقب انهيار النظام البيئي « آموك »

في حال انهيار هذا النظام الحيوي، ستكون هناك عواقب مدمرة على الكوكب، تشمل:

• موجات جفاف شديدة: نتيجة لتغيير الأنماط المناخية التي تؤثر على أنماط الأمطار.
• برد قارس في أوروبا: نتيجة لفقدان التيارات الدافئة التي تساعد في تدفئة المناطق الشمالية.
• ارتفاع مستوى البحار: مما يهدد المدن الساحلية ويزيد من مخاطر الفيضانات.
• انخفاض قدرة المحيطات على امتصاص الكربون: مما يعزز تأثيرات التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة.

يشكل تدهور تيارات « آموك » تهديداً حقيقياً للتوازن البيئي والمناخي على كوكب الأرض. ويجب أن تستمر الأبحاث والتدابير العالمية لمواجهة الاحتباس الحراري والحد من تأثيرات ذوبان الجليد، لتفادي انهيار هذا النظام الحيوي الذي يعد أحد الدعائم الأساسية لاستقرار مناخ الأرض.