بعنوان “المتغيرات والصيرورات.. قراءة في معطيات عالم متحول” صدر للمفكر والأكاديمي المغربي عبد الإله بلقزيز كتاب جديد عن مركز دراسات الوحدة العربية.
ويحاول هذا الكتاب “تقديم روايةٍ نقدية عن الأوضاع العربية القائمة، والمستمرة تهالكا منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين، جنبا إلى جنب مع محاولة مطالعة هذه الحال من التغير الهائل التي يعيشها العالم من حولنا؛ وهو تغيرٌ يفضي إلى إعادة تشكيل ملامح صورةٍ جديدة للعالم”.
ويكشف الكتاب، وفق ورقته التقديمية، “مفارقة حادة”؛ هي: “تهالكٌ عربي مصحوبٌ بانسدادٍ حاد في الآفاق وافتقار شديدٍ إلى القوى والأدوات والبرامج والرؤى والخيارات، مقابل صعود قوى أخرى من محيطنا الجنوبي كانت أوضاعها – إلى عقودٍ قليلة خلت – أشبه بأوضاعنا بل أسوأ أحيانا”.
وكتب بلقزيز أن “التغير قانونٌ حاكم في المجتمع الإنساني كما في الطبيعة. وما من شيءٍ من ظواهر الاجتماع والاقتصاد والسياسة والمعرفة يظل ثابتا على قوامٍ دائم، حتى وإن بلغ عمرانه من الرسوخ شأوا كبيرا، إذ سرعان ما يأتي على الثابت والراسخ حينٌ من الدهر يتغير فيه ويتخذ هيئة جديدة”.
وتابع مؤلف الكتاب: “إذا كان التغير في الطبيعة محكوما بقوانين الطبيعة، فهو في المجتمعات مرتبط بالإرادة وبالأفعال الإنسانية. ولأن وراء التغيير في الاجتماع الإنساني فاعلية مأْتاها من الإرادة الإنسانية، فإن زمن التغير أو الأزمنة التي يقع فيها فعْل التغير في الظواهر الإنسانية والاجتماعية ليس زمنا واحدا ثابتا، وإنما هو زمنٌ متبدلٌ، باستمرار، ومرتبط بما يقع من تراكمٍ أو تطورٍ في الإرادات الإنسانية التي تصنعه”.
يذكر أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” قد أعلنت، سنة 2024 الراهنة، المفكر والأكاديمي والأديب المغربي عبد الإله بلقزيز “رمزا للثقافة العربية”، في إطار تقليد “رموز الثقافة العربية”، الذي منح هذا اللقب في السنوات الماضية للشاعر الفلسطيني محمود درويش والفنانة اللبنانية السيدة فيروز. وقد أصدر بلقزيز، الذي أدار دراسات “مركز دراسات الوحدة العربية” والأمانة العامة “للمنتدى المغربي العربي”، العديد من المؤلفات؛ منها: “نقد السياسة”، و”نهاية الداعية.. الممكن والممتنع في أدوار المثقفين”، و”نقد الخطاب القومي”، وخماسية “العرب والحداثة” المتضمنة مؤلفات “من الإصلاح إلى النهضة” و”من النهضة إلى الحداثة” و”دراسة في مقالات الحداثيين”، و”نقد التراث” و”نقد الثقافة الغربية”.