في تطور مفرح للساكنة المحلية والفلاحين على حد سواء، شهدت واحات الجنوب الشرقي، خلال هذه الأيام، تساقطات مطرية غزيرة ومهمة؛ وهو ما بعث الأمل في قلوب الأهالي تطلعا لموسم زراعي بهذه الواحات.
وغمرت الأمطار الغزيرة المسجلة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة الواحات سالفة الذكر بمياه وفيرة، مروية الأراضي الزراعية التي عانت لسنوات من الجفاف وشح المياه.
وقد عبّر العديد من الفلاحين عن فرحتهم بهذه النعمة، معتبرين إياها “هدية من السماء” ستساهم في إنعاش الزراعة المحلية وتحسين المحاصيل.
وفي حديث خاص مع محمد بهدي، رئيس جمعية محلية بواحة دادس، صرح قائلا: “هذه الأمطار جاءت في وقتها المناسب؛ فقد كنا نعاني من جفاف شديد خلال السنوات الماضية، مما أثر سلبا على الإنتاج الفلاحي. والآن، نحن متفائلون بأن هذا الموسم سيكون مختلفا وأكثر إنتاجية”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “هذه التساقطات ستساهم بشكل كبير في تجديد المخزون المائي للمنطقة، إذ إنها ستساعد في إعادة تغذية الفرشة المائية الجوفية؛ وهو أمر حيوي لاستدامة الزراعة في هذه المناطق الواحية من الجنوب الشرقي”.
وعلى الصعيد البيئي، توقع الفاعل البيئي الحسين أوحساين أن تشهد المنطقة انتعاشا ملحوظا في التنوع البيولوجي، وقال: “مع هذه الأمطار، نتوقع أن نرى عودة لبعض الأنواع النباتية والحيوانية التي كانت قد تراجعت بسبب الجفاف”.
وأشار الفاعل البيئي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هذه الأمطار الصيفية هي بوادر لموسم شتاء أفضل.
وفيما يتعلق بالآثار الاقتصادية، أفاد عبد الله بويغف، فاعل جمعوي بمدينة تنغير، بأن هذه الأمطار ستنعكس إيجابا على الاقتصاد المحلي.
وتابع الفاعل الجمعوي سالف الذكر قائلا: “نتوقع زيادة في الإنتاج الفلاحي خلال الموسم المقبل؛ وهو ما سيؤدي إلى تحسن في دخل الفلاحين وتنشيط حركة التجارة في المنطقة”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هذه الأمطار ستساهم في إعادة الرونق والجمالية للواحات؛ وهو ما سيعزز جاذبيتها السياحية. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة زيادة في عدد السياح خلال الموسم القادم، خاصة مع استعادة الواحات لخضرتها وحيويتها.
ومن جانب آخر، أكد علي آيت بعدي، من ساكنة واحة تودغى، أن هذه التطورات الإيجابية تفتح آفاقا جديدة لتنمية المنطقة وتحسين ظروف عيش سكانها.
وأبرز: “مع استمرار الجهود المبذولة من قبل مختلف الأطراف المعنية، يبدو أن مستقبل واحات الجنوب الشرقي يتجه نحو آفاق أكثر اخضرارا وازدهارا، وفق تعبيره.
وتبقى الأنظار متجهة نحو السماء، على أمل استمرار هذه النعمة وتحقيق موسم زراعي استثنائي يعيد للجنوب الشرقي رونقه ويعزز مكانته كواحات للحياة والجمال في قلب الصحراء.
