خرج العشرات من أساتذة التعليم الأولي بإقليم بني ملال، السبت، في وقفة احتجاجية جديدة للمطالبة بحقوقهم المهنية والاجتماعية.

يأتي ذلك ضمن سلسلة من التحركات التي تنظمها التنسيقية الإقليمية لأساتذة التعليم الأولي تحت شعار “نضال وحدوي متواصل حتى إسقاط وساطة الجمعيات وتحقيق الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية”.

وأعرب الأساتذة المحتجون عن استيائهم الشديد مما وصفوه بـ”الوضعية المزرية” التي يعيشونها، والتي تفاقمت بسبب استمرار سياسة “اللامبالاة” من قبل الجهات المعنية. وأكدوا أنهم يعملون في ظروف بالغة الصعوبة، لا تتناسب مع الجهد الكبير الذي يبذلونه، إلى جانب المسؤوليات الإضافية المفروضة عليهم دون أي تعويض. كما أشاروا إلى غياب الاستقرار المهني، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على جودة العملية التعليمية ورسالتهم التربوية.

وأبرز المحتجون رفضهم القاطع لما يعتبرونه “وساطة الجمعيات المشبوهة”، مشيرين إلى أن العمل عبر عقود الجمعيات يحرمهم من حقوقهم الأساسية. ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية لافتات تحمل عبارات قوية تندد بهذه الآلية، من بينها: “لا للوساطة.. لا لأجور العبودية”، و”لا للمهام الإضافية.. لا للاستغلال”، و”سوا اليوم سوا غداً.. الإدماج ولا بد”.
وجدد الأساتذة المحتجون مطلبهم الرئيسي بالإدماج الفوري في أسلاك الوظيفة العمومية، مؤكدين أن هذا الحل الوحيد الذي يمكن أن ينهي معاناتهم ويضمن لهم حقوقهم المشروعة. وأشاروا إلى أن استمرار العمل في إطار عقود الجمعيات يؤدي إلى حرمانهم من الاستقرار الوظيفي، ومنعهم من أداء رسالتهم التربوية في أفضل الظروف.

كما دعوا وزارة التربية الوطنية إلى التجاوب مع مطالبهم، التي وصفوها بـ”العادلة”، عبر تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية، بما في ذلك رفع أجورهم وتحسين بيئة العمل لتكون أكثر انسجامًا مع طبيعة مهامهم وأهميتها.
وشددوا على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة بشكل عاجل لمعالجة أوضاعهم المتردية، مبرزين أن تحقيق الإدماج في الوظيفة العمومية حق مشروع يهدف إلى تعزيز جودة التعليم الأولي، وضمان توفير بيئة عمل تحفظ كرامتهم وتمنحهم الاستقرار اللازم لأداء دورهم الحيوي في بناء الأجيال القادمة.

يشار إلى أنه للأسبوع الخامس على التوالي يرفع الأساتذة المحتجون الشارة الحمراء للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بـ”الإجحاف” الذي يعانونه في التعليم الأولي، مؤكدين أن هذا القطاع يعاني أشكالا متعددة من التهميش والاستغلال الممنهج، مما يجعل وضعهم المهني والاجتماعي غير مستدام.