مختَتِماً أشغال “المناظرة الوطنية الثانية للمهندسين التجمعيين”، التي انعقدت اليوم السبت بطنجة، بحضور قياديي الحزب وأعضائه وممثلي كل من الحزب الشعبي الأوروبي والحزب الشيوعي الصيني، شدد أخنوش على المكانة المرموقة التي يتبوّأها أطُر الحزب ذوو التكوين في علوم وتخصصات هندسية مختلفة، قبل أن يدعو الجيل الصاعد منهم إلى مزيد من الانخراط في العمل السياسي الجاد بشعار “المعقول وأغاراس أغاراس”.

رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار قال بهذا الخصوص إن “المهندس المغربي عامة، والتجمعي أيضا، دعامة من الدعامات الأساسية للتحول التنموي وتسريع وتيرة التقدم والنمو المستدام”، مسجلا بتثمينٍ كبير “مجهودات المنتخَبين منهم في توجيه الناس إلى المسار الصحيح لما فيه رِبح للبلاد، رغم عدد من الانتظارات المعروفة لدى المهندس المغربي، والتجمعي على الخصوص”.
وزاد رئيس “حزب الحمامة” معلقاً أمام قاعة غصّت بمهندسات ومهندسين أغلبهم شباب: “…أنا ملتزمٌ معكم ونُعوّل عليكم كما تعولون علينا. وشعار ‘المعقول’ هو ما نشتغل به في حزبنا”، مردفا بتوجيه التحية والتقدير إلى كفاءات المهندسين من “مغاربة العالم” الذين يجب، حسب رئيس التجمع، “بلورة علاقات متينة معهم”.
وللتدليل على دور المهندس في مواكبة التحولات العميقة بالمغرب رصد أخنوش ذلك في ما حققته المملكة من تقدم على صعيد “قطاعات حيوية”، ضاربا المثال بـ”الطاقات المتجددة والرقمنة والنقل والصناعة وغيرها…”.

“حزب منفتح على الكفاءات”
“زعيم التجمعيين” لم يفتْه أن يذكّر بأن هدف تنظيم هذه المناظرة (الثانية من نوعها للهيئة الموازية للحزب) لا يذهب بعيدًا عن “تكريس انفتاح الحزب على مختلف الكفاءات الوطنية”، مسجلا بنبرة تقدير واضحة “مساهمة المهندس في تخطيط وتنزيل وتقييم الإستراتيجيات والمخططات الوطنية في كل القطاعات الحيوية، مع دور أساسي في تدبير الشأن العام المحلي وبلورة السياسات المحلية المتلائمة مع انتظارات المجتمع”.
القيادي الحزبي استدل على أن هيكلة التجمع الوطني للأحرار تضمَن الحضور الوازن والدائم للمهندس بالقول: “يجب عليكم أن تعلَموا أنكم في صلب ونبض حزبنا، لأنّنا نجد من المهندسين وزراء ورؤساء جهة وبرلمانيين ومسؤولين منتخبين، فضلا عن المرأة المهندسة التي لها أهمية كذلك”.

كما دعا أخنوش “مهندسي الأحرار” إلى “تعزيز حضورهم في المؤسسات المنتخبة”، ما يخوِّل لهم الانخراط في تحريك عجلة الاقتصاد وتنزيل المشاريع ذات الوقع الإيجابي المباشر على المجتمع، معتبرا أن تحقيق هذه الغاية “لن يتأتى إلا بالتزام واسع من الكفاءات المغربية”، ومشددا على أن فئة المهندسين “كانت سبّاقة لتحقيق تحول تنظيمي نموذجي وفاعل للحزب وبلورة تصوره العملي لتدبير قضايا المجتمع عموديًا وأفقيا”.
وأردف زعيم “الأحرار” مخاطبا مهندسي الحزب: “أتمنى أن تصِلوا إلى أكثر من 3 آلاف أو 4 آلاف منخرط في الهيئة الوطنية للمهندسين التجمعيين بحلول بداية سنة 2026، حيث أضرب لكم موعداً في المناظرة الثالثة بحول الله…”، قبل أن يحفزهم قائلا: “بدأتُ مساري السياسي كمستشار في بلدية تافراوت، لذلك أنصحكم بالانخراط السياسي والتزام العمل الجاد”.
في سياق متصل أورد أخنوش أن “الذكاء الجماعي للمغاربة ينتج أفكاراً مهمة رغم الظروف الصعبة”، وبحسبه فإن التجمع الوطني للأحرار “ظل متشبّثاً ثابتا على الطريق لتحقيق ما تم التزمنا به أمام المغاربة”.

“حْنا ثايْقين فيكم كمهندسين لتعزيز الصفوف بحزبنا في مختلف مواقع المسؤولية المحلية أو الجهوية أو الحكومية”، يقول رئيس “حزب الحمامة”، مشددا على “حاجة المملكة إلى مهندسين مع ضمان الحزب التأطير السياسي اللازم”.
وبينما عدَّ أن “الاستثمارات الكبرى التي تؤشّر على مغرب جديد صارت تتطلب طاقات وكفاءات ومزيداً من المهندسين، بما يرفع تحدي مدارسنا للهندسة كي تزيد من نِسب تخريج المهندسين والتقنيين المتخصصين”، أكد المسؤول السياسي ذاته أن هذا الأمر “سيذهب بوتيرة أسرع في المستقبل”، وفق تعبيره.