صدر عن دار نشر المعرفة بالرباط، برسم سنة 2024، كتاب عن “الفروسية التقليدية في المغرب” من تأليف الأستاذ الزبير مهداد.
يشرح الكتاب كيف نشأت الفروسية أو ما يسمى بفن “التبوريدة” كنظام اجتماعي وتقاليد وثقافة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ والوجدان الشعبي وتمنح الفارس والفرس معا مكانة خاصة متميزة في الحياة الثقافية واليومية، وكيف أسهم توفر الخيول المحلية الأصيلة والمولدة في تطور هذا الفن وتطور وازدهار الفنون الشعبية والصناعات التقليدية. لذلك، تعد مواسم الفروسية أو “التبوريدة” أو “الفانتازيا” مناسبات لاستعراض ما توصل إليه حرفيو الصناعة التقليدية من مهارات في صناعة وتصميم لباس الفرسان وسروج الخيول وتزيينها.
كما يستعرض الكتاب بلغته الأنيقة قيمة الألعاب الشعبية بإتقان، حيث إن بقاءها واستمرارها هو نتيجة تضافر جهود ومهارات حرفيي الجلد والنسيج والتطريز والمعادن والخياطة والحلي وغير ذلك التي تطورت عبر قرون، وأسهم في إنضاجها التبادل الثقافي وانتقال المهارات بين الحرفيين والفرسان من كل البلاد العربية والإسلامية.
ويثير الكتاب موضوع دراسة فن الفروسية التقليدية، حيث تبقى الغاية منه الإسهام في صيانة هذا التراث المهم صونا للذاكرة وحفاظا على الموروث الثقافي وإبرازا لعناصر الجمال الفني والإبداع الشعبي التي تبرز فيه بوضوح.
وحسب معطيات حول الإصدار، فإن الكتاب تطرق من خلال فصوله إلى موضوعات عديدة؛ كالخيل عبر التاريخ، والتعريف بأصول الحيوان، وعلاقته بالمغربي عبر العصور التاريخية إلى اليوم، إلى جانب أنواع الخيول في المغرب وأصولها وسلالاتها الأصلية والهجينة، وانتشار الخيول المغربية في العالم.
كما عرج المؤلف على علم البيطرة والبحث في الخيول، بحيث يبسط تاريخ علم البيطرة في المغرب، وإسهام المغاربة في تطويره وإثرائه بمكتشفاتهم وابتكاراتهم، وما صنفوه في هذا الحقل؛ مما يدل على قيمة هذا الحيوان وعناية المغاربة به، وبتربيته، وتوثيق أنسابها، وتحديد مواصفات جودتها، والعناية بتدريب المهور منذ ولادتها.
وتطرق الزبير مهداد أيضا لموضوع الفروسية في الفن والتراث ولحضور الخيول في الثقافة المغربية، كالخيول الأسطورية التي ترتبط بها الحكايات الشعبية، والتي جسدتها الأعمال الفنية الفسيفسائية في المدن الأثرية المغربية، وحضور الخيول في الفن التشكيلي المغربي والاستشراقي، وفن صناعة السروج، وحضور الفروسية في التراث الشعبي من أمثال شعبية وغناء العيطة.