31.5 C
Marrakech
vendredi, mai 16, 2025
spot_img

ذات صلة

جمع

كرنفال ملون يحتفي بثقافة البدو في موسم طانطان

احتضنت مدينة طانطان، مساء الخميس، كرنفالاً فنياً احتفالياً ضمن...

أكادير تحتفل بالذكرى الـ69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني

نظمت ولاية أمن أكادير، يوم الجمعة، حفلاً رسمياً بمناسبة...

فاس: متحف البطحاء للفنون الإسلامية يثير إعجاب الزوار

يشهد متحف البطحاء للفنون الإسلامية بفاس إقبالاً كبيراً من...

المغرب يترأس الكونفجس ويدعم الشباب

أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد مهدي بنسعيد،...

وفد إسباني يطلع على مشاريع التنمية بالداخلة

في زيارة تهدف إلى الاطلاع على الدينامية التنموية والمشاريع...

زخم التضامن الشعبي يعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة “الوجدان المغربي”


مع تجاوز الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وأهاليه شهرها التاسع، يستمر زخم تضامن “المغرب الشعبي” مع فلسطين وقضيتها، التي أكد متتبعون مغاربة لديناميات مناهضة التطبيع بالمملكة أنها “أحيَتِ القضية وجددت الانتباه إليها في الوجدان العالمي، وليس العربي فقط”.

هذا الزّخم تجسد وتأكد مع تنظيم “مسيرة وطنية” حاشدة جابت أبرز شوارع مدينة طنجة (عروس الشمال)، يوم الأحد الماضي، فضلا عن استمرار ديناميات احتجاجية تنظمها سواء “الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع ودعم فلسطين” أو “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، عبر وقفات بالرباط أو مدن أخرى مساء كل يوم ثلاثاء وبعد صلاة كل الجمعة.

في المقابل، ورغم أن الحرب موشكة على “إكمال حوْلها الأول”، إلا أن المملكة المغربية، على مستوى “التحرك الرسمي”، اكتفت-إلى حد الساعة-بإرسال مساعدات غذائية وطبية عُدّت غير مسبوقة من حيث مسار وصولها إلى داخل القطاع في عزّ شهر رمضان، قبل أن يتلُوها في 24 يونيو الماضي إعلان وزارة الشؤون الخارجية المغربية عن إعطاء الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تعليماته لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين بغزة، “جزء كبير منها من ماله الخاص”.

هذه العمليات الإنسانية واسعة النطاق لفائدة الساكنة الفلسطينية جاءت، بحسب الخارجية المغربية، “لتؤكد الالتزام الفعلي والعناية الموصولة التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، للقضية الفلسطينية”.

إنسانيًا، يزداد الوضع سوءاً مع تدمير معظم المستشفيات والمدارس والبنى التحتية الأساسية. فبينما يبدو أن “أهالي القطاع قد تُركوا بشكل مقصود دون أي مقومات للحياة”، وفق تعبير مقررة الأمم المتحدة، طالبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بـ”تحرك دولي حازم لإرغام الاحتلال على إدخال المساعدات”، في آخر مناشداتها للمجتمع الدولي.

على الصعيد السياسي، انبعث أمل جديد بقُرب التوصل إلى “اتفاق جديد لصفقة تبادل للأسرى”، تستضيف محادثاتها ومفاوضاتها الدوحة اليوم الأربعاء، بحضور مسؤولين إسرائيليين من أجهزة الجيش والمخابرات.

“نضال ليس وليد اليوم”

تفاعلا مع الموضوع وتعليقا عليه، أورد عبد الإله بنعبد السلام، عضو قيادي في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أن هذه الأخيرة “تواصل فعالياتها في الشّقيْن معاً، أي على مستوى الدعم بمختلف صوره وإمكانياته، بالموازاة مع مناهضة التطبيع”، الذي شدد أنه “ليس وليد اتفاقات أبراهام التي وقّعها المغرب في عهد حكومة سعد الدين العثماني”.

“تحرُّكنا ليس وليد اللحظة، بل هو مستمر في الزمن، لأن التطبيع مع الكيان المحتل كان حتى قبل إعادة فتح ما يسمى مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط”، يقول بنعبد السلام مصرحا لجريدة هسبريس، معتبرا أنه “نضال مستمر”، مذكرا بأنهم أطلقوا دينامية في 2017 باسم “الائتلاف المغربي لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”.

وتابع الناشط البارز في صفوف الجبهة المذكورة بأن “الفعاليات المستمرة في جميع الجهات والمدن المغربية منذ السابع من أكتوبر 2023، هي تعبير ومؤشر عن الموقف الشعبي الواضح ضد التطبيع”، مسجلا أن “الشارع المغربي هو جواب على ما تم أواخر سنة 2020 من توقيع الاتفاق التطبيعي المشؤوم”.

“كل ما وقع أننا بعد عملية المقاومة في 7 أكتوبر، صعّدْنا من إيقاع التحركات المناهضة للتطبيع بكل أشكاله المعلَنة والمستتِرة، فضلا عن زخم دعم متواصل غير فاتر عبر مسيرات، وقفات، مهرجانات ولقاءات، كل ثلاثاء”، يستحضر بنعبد السلام، مُعددا “مسيرتيْن ضخمتين خرجَتا بالدار البيضاء ثم مؤخرا بطنجة بعد واقعة السفينة الإسرائيلية”.

وأجمل بأن “الرسالة الأساسية من كل هذا التضامن غير المسبوق موجهة إلى الكيان، مفادها أن القضية الفلسطينية قضية كونية تعني الإنسان، لأننا نرى شعوب العالم كاملاً تتضامن و149 دولة عضوا بالأمم المتحدة أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية”.

كما اعتبر أن “الوقائع الميدانية للعدوان المستمر أثبتت أن قضية فلسطين أخذت مكانة الصدارة من جديد في الوجدان العالمي بعد انفضاح السردية الصهيونية في أوساط الشباب والطلاب الأمريكيين ودول غربية عديدة رأينا ما وقع فيها”.

ولفت إلى أن “دعم فلسطين يظل بمرتبة الواجب الأقل فِعله من لدن المغاربة، خاصة في ظل استماتة فصائل المقاومة، ولأن جرائم الإبادة تجاوزت كل الحدود في اتجاه التطهير العرقي، بحيث وصل الأمر إلى تدريس قتل الفلسطينيين ضمن مناهج دراسية إسرائيلية”، وفق تعبير عضو جبهة مناهضة التطبيع، مشددا على أن “إسرائيل تجسّد دولة الأبارتهايد (الميز العنصري)، وهو ما أكدته قبل عامين ضِمن تقرير مهم منظمة العفو الدولية، مبرزة أن الأمر تجاوز ما كان في جنوب دولة إفريقيا”.

“ضمير إنساني يصحو”

من جانبه، يتفق عبد القادر العلمي، منسق “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، التي تجمع فعاليات وأطيافاً مدنية مغربية متنوعة المشارب، على أن “مناهضة التطبيع في المغرب ليست وليدة اليوم ولا منذ التوقيع المشؤوم سنة 2020 على اتفاق التطبيع، بل مجهود مستمر من كل مكونات المجموعة، وهذا معروف بين المتتبعين”.

وسجل العلمي، في حديث لهسبريس، أن “كل هذا الإجرام الصهيوني صعّد من فعاليات كثيرة منتظِمة لزخم الدعم والتضامن، بل ومن مواطنين مغاربة يخرجون من تلقاء أنفسهم بشكل متواصل ومستمر”، وفق تعبيره، مشددا على أن “هذه الصرخات التي تملأ الشوارع بالمغرب على الأقل منذ بداية العدوان، هي بمثابة استفتاء شعبي واضح وصريح يقول إن الشعب المغربي لا يقبل مطلقا أي تعامل أو علاقة مع كيان عنصري وإجرامي”.

وحذر “منسق المجموعة” مما قال إنها “عملية المرور من عمليات تطبيع خجولة من تحت الطاولة إلى أخرى علنية تطال مجالات عديدة وحساسة وسيادية، وهو ما سجلناه ضمن مرصد مناهضة التطبيع، إذ ارتفعت وتيرة مناهضة التطبيع بشكل صارخ حتى بعد انطلاق طوفان الأقصى”.

وفسّر العلمي، في تصريحه، أن “الجرائم الصهيونية البشعة: جرائم الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والشيوخ ودمار البنيات التحتية، خصوصا الصحية، تجعل العالم كله شعبياً يخرج مندداً، وليس المغاربة فقط”، مضيفا أن ذلك “ليس لأنه متعاطف فقط مع الفلسطينيين، بل لأن هناك ضميرا إنسانيا يرى القتل والظلم والبشاعة ولا يمكنه إلا أن يتحرك مناصراً ومناهضا للظلم”.

“هذا ليس فقط عبارة عن التضامن، فهو موجود، بل هناك قيَم عالمية تُدمّر بشكل يؤجج صرخات شعبية قوية تعبر عن صحوة الضمير الإنساني تخرج بكل تلقائية”، يورد المتحدث، متأسفا لأنه “رغم كل هذا، لم يُحرّك المسؤولون بالمغرب شيئا ولم يتراجعوا عن خطيئة التطبيع”، حسب توصيفه، خاتما بطرح سؤال “حارق” بحسبه قال إنهم ينتظرون الجواب عنه: “لماذا لا تتم الاستجابة لمطلب الشعب المغربي برفض التطبيع وتخليص بلادنا من مستنقعه؟”.

spot_img