قامت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، الخميس، بإطلاق اسم باحث فلكي مغربي بمرصد أوكيمدن، التابع لجامعة القاضي عياض، على الكويكب “(176532) 2002 AF2″، وذلك “تقديرا” لجهوده في اكتشافه الذي يعود إلى سنة 2002.
وبعد 22 سنة من هذا الاكتشاف الذي يعود إلى عالم الفلك السويسري الشهير، ميشيل أوري، بمساعدة من مرصد أوكيمدن، أصبح اسم الكويكب اليوم “176532 Boskri”، اعترافا بجهود الباحث الفلكي المغربي عبد الكريم بسكر في هذا الإنجاز.
وجاءت هذه التسمية التي أعلنت عنها “ناسا” بطلب مشترك من الجمعية الجوراسية للفلك بسويسرا، ومرصد أوكايمدن الفلكي.
يقع كويكب “176532 Boskri” في ما يسمى “حزام الكويكبات” الواقع بين كوكبي المشتري والمريخ، الذي يضمّ مجموعة “هائلة” من الكويكبات التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة بسبب بعدها الكبير عن الأرض.
وقال عبد الكريم بسكر، الباحث الفلكي بمرصد أوكيمدن الحاصل على دكتوراه في علم الفلك من جامعة القاضي عياض بمراكش، إن “إطلاق اسمي على هذا الكويكب يبعث في داخلي فخرا كبيرا، لأنني أنضم إلى علماء مغاربة قليلين حظوا بهذا الأمر”.
وأضاف بسكر، ضمن تصريح ، أن مثل هذه الالتفاتات تكون عادة من قبل علماء الفلك أصحاب الاكتشاف، وذلك تقديرا لـ “الباحثين الذين ساهموا معهم في الأمر”، مشيرا إلى أن “العالم ميشيل أوري قام بهذه الخطوة”.
وتابع المتحدث عينه، الذي يشرف على سير عمل مرصد أوكايمدن وكانت له أيضا مساهمات عديدة في مجموعة من الاكتشافات الفلكية، أن “كويكب 176532 Boskri، يقع تحديدا في حزام الكويكبات، بين المشتري والمريخ، ويبعد عن الأرض بمسافة كبيرة تصل تقريبا إلى 1,72 وحدة فلكية”.
مسافة الكويكب من الشمس تصل تقريبا إلى 2.70 وحدة فلكية، ويقع تحديدا على محور شبه رئيسي بين 3.16 و98 درجة، وهو مدار شكله “إهليليجي”.
وأشار بسكر إلى أن “الكويكب عادة عند اكتشافه يكون متميّزا عن الباقي، لأن مكانه يصبح معروفا بشكل دقيق، ويتم إعطاؤه مختلف العناصر المدارية”.
تم اكتشاف هذا الكويكب سنة 2002، ضمن شراكة علمية تجمع الجمعية الجوراسية للفلك بسويسرا ومرصد أوكايمدن الفلكي، وساهم مرصد “MOSS” (المرصد المغربي لمراقبة السماء) في ذلك، وهو أحد القناصين بأوكايمدن الذي تمكّن في اكتشاف كويكبات عديدة.
وأكد بسكر أنه يطمح من خلال مرصد أوكايمدن، باعتباره من أوائل الراصدين للسماء بالمملكة، إلى مضاعفة جهوده العلمية، وتحقيق حلم إنشاء مرصد مغربي ثان.