أصدرت وكالة بيت مال القدس الشريف مؤخرًا كتابًا جماعيًا بعنوان “وضع الإعلاميين ووسائل الإعلام في مناطق النزاع: حالة القدس وفلسطين”، بمبادرة من مركز البحث والدراسات “بيت المقدس”.
ويُسلّط هذا الكتاب الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاع، خصوصًا في فلسطين، حيث يتعرضون لمخاطر جسدية جسيمة، بالإضافة إلى القيود الصارمة المفروضة على وسائل الإعلام.
وفي تقديمه للكتاب، أشار محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير الوكالة، إلى الأهمية البالغة لوجود الإعلاميين في مناطق النزاع من أجل توثيق الانتهاكات وفضح الممارسات القمعية، لاسيما تلك التي تستهدف المدنيين.
وأكد أن هذا الدور لا يقتصر على الصحفيين المتواجدين ميدانيًا، بل يشمل أيضًا وسائل الإعلام التي تتابع الأحداث من الخارج نظرًا لصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.
ويُعد هذا المؤلف ثمرة أشغال المؤتمر العلمي المنعقد يوم 7 ماي 2024 بمقر الوكالة، ويضم دراسات تحليلية نقدية تسلط الضوء على الإكراهات البنيوية والمهنية التي تعيق العمل الصحفي في سياقات النزاع، مع تركيز خاص على الحالة الفلسطينية.
ويتناول الكتاب قضايا مثل: دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغطية الحروب، الحماية القانونية للصحفيين الفلسطينيين، تحديات الإعلام الفلسطيني في ظل الاعتداءات على غزة والضفة الغربية، والعلاقة الإشكالية بين الصحافة وسلطات الاحتلال التي تلجأ إلى القمع والرقابة.
ويُشكل هذا الإصدار مرجعًا مهمًا لفهم تداخل الإعلام مع النزاعات، وإبراز الأدوار المتعددة للصحافة في بيئات سياسية وأمنية معقدة.