تتقدم شركة « كريتيكال مينيرال ريسورسز » البريطانية بسرعة في تطوير مشروع منجمي للنحاس بالقرب من تيزرت. تشير التحليلات الأولية إلى وجود إمكانات اقتصادية كبيرة قد تعزز موقع المغرب كلاعب رئيسي في إنتاج هذا المعدن الاستراتيجي، الضروري للتحول الطاقي العالمي.
سيبدأ المشروع بمنجم مفتوح مع إمكانية التحول لاحقًا إلى استغلال تحت الأرض. وتخطط الشركة لاستثمار وحدة معالجة تعتمد تقنية « التعويم » التي تُعد أكثر صداقة للبيئة مقارنة بالطرق التقليدية التي تعتمد على الأحماض.
أظهرت الاختبارات الأولية معدلات استخلاص واعدة تصل إلى 80% للنحاس و61% للفضة، مع إمكانية تحسين هذه النسب.
التركيبة الجيولوجية للمنطقة مشابهة لتلك في المكمن العملاق بتيزرت، مما يشير إلى وجود احتياطيات كبيرة محتملة. لتأكيد ذلك، ستبدأ حملة حفر موسعة في الربع الثالث من عام 2025، تليها دراسة جدوى، مع بدء أعمال البناء المتوقع نهاية 2026.
يأتي هذا المشروع في ظل طفرة معدنية غير مسبوقة بالمغرب، مع زيادة إنتاج النحاس المرتقب بفضل افتتاح منجم تيزرت الكبير.
من جهة أخرى، تستعد مجموعة « مناجم » لإنشاء أول مصهر نحاس في المغرب لإنتاج كاثودات النحاس محليًا، مما يعزز القيمة المضافة للصناعة الوطنية.
تشهد الساحة المعدنية أيضًا نشاطًا متزايدًا لشركات أخرى مثل « تيوست » في تاباروشت، و »بيربل هيدج » في أمجران، و »أفريكا كورب ماينينغ » في بوعرفة وبني ملال. كما دخلت الشركة التركية « أفيسورو » في شراكة لاستكشاف 18 موقعًا جديدًا، منها 8 مواقع نحاسية واعدة.
وأفاد المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (ONHYM) باكتشاف عدة مناطق ذات تركيزات نحاسية عالية، منها 4.1% في آيت تمليل، و3% في تيديلي، و4.6% في أولاد يعقوب، مما يؤكد وفرة « الذهب الأحمر » في باطن المغرب، في انتظار المزيد من الاستكشاف والاستثمار.