“لنُغلق كل شيء”… تعبئة وطنية واسعة وغضب اجتماعي يجتاح فرنسا

شهدت فرنسا يوم الأربعاء موجة من الاحتجاجات الواسعة تحت شعار “لنُغلق كل شيء“، حيث خرج حوالي 175 ألف متظاهر في أكثر من 550 مسيرة و260 عملية إغلاق في مختلف أنحاء البلاد، بحسب وزارة الداخلية.

ويُندد المحتجون بسياسات التقشف وتفاقم الفوارق الاجتماعية، مطالبين بتغيير جذري في التوجهات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة.

توتر في باريس واعتقالات بالجمل

في باريس، شهدت التظاهرات مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. كما اندلع حريق جزئي في مطعم وواجهة مبنى بمنطقة شاتليه. وأشارت النيابة العامة إلى أن الحريق قد يكون ناتجًا عن تدخل أمني.

بلغ عدد المعتقلين خلال هذا اليوم 473 شخصًا، من بينهم 203 في العاصمة، وتم وضع 339 رهن الحراسة النظرية.

مشاركة طلابية واسعة وعمليات إغلاق

أعلنت النقابة الطلابية الرئيسية في فرنسا عن مشاركة 80 ألف طالب في مختلف المناطق. كما شملت التعبئة إغلاق ثانويات ومتاجر وطرق رئيسية، إضافة إلى محطات قطارات في بعض المدن.

وفي سان دوني قرب باريس، تمّ إغلاق عدة طرق ومتجر كبير. أما في مرسيليا وليون ومونبلييه، فقد خرج الآلاف في مظاهرات غاضبة، وسط شعارات مناهضة للرأسمالية ولرئيس الوزراء الجديد.

الحكومة تحت الضغط والمعارضة تترقب

تأتي هذه الاحتجاجات في وقت حساس بالنسبة للحكومة، حيث بدأ رئيس الوزراء الجديد، سباستيان لوكورنو، أولى أيامه في منصبه وسط رفض واسع من المعارضة.

الحركة الاحتجاجية، رغم عدم قدرتها على “شل البلاد” بالكامل، كشفت عن مستوى عالٍ من الغضب الاجتماعي، ما قد ينذر بمزيد من التصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالب الشارع.