لماذا تأخر استغلال الغاز في المغرب رغم الاكتشافات المبشرة؟

0
19

رغم مرور سنوات على انطلاق عمليات التنقيب عن الغاز في السواحل المغربية، وخاصة بعد اكتشاف حقل « أنشوا » البحري، ما تزال المملكة تنتظر بدء مرحلة الإنتاج التجاري، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تأمين مصادر طاقة محلية ومستدامة.

حقل « أنشوا »، الذي تشرف عليه الشركة البريطانية « شاريوت »، يُعد من أبرز الاكتشافات الغازية بالمغرب، إذ تشير التقديرات إلى احتوائه على نحو 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. ورغم ذلك، لم يتجاوز المشروع مرحلة الدراسات التقنية، في حين كان من المنتظر أن يدخل حيز التطوير سنة 2025.

عدة تحديات لوجستية ومالية ساهمت في هذا التأخير، أبرزها قلة منصات الحفر المتخصصة وارتفاع تكاليف التشغيل، إضافة إلى مغادرة سفن الحفر بسبب توجهها نحو مشاريع أكثر ربحية في مناطق أخرى من العالم، خصوصاً شرق المتوسط.

المشروع تلقى أيضاً ضربة قوية بعد إعلان شركة « إنرجيان » انسحابها من السوق المغربية، إثر نتائج مخيبة لحملة الحفر في بئر « أنشوا-3 ». فبالرغم من العثور على غاز عالي الجودة، إلا أن سماكة الطبقات المنتجة كانت أقل من المتوقع، كما أن بعض الخزانات كانت مملوءة بالمياه.

ورغم كل هذه العراقيل، لا يزال المغرب يراهن على مشروع أنشوا لتعزيز أمنه الطاقي، خصوصاً مع ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي محلياً، وتوجه المملكة نحو الطاقة النظيفة. لكن تحقيق هذا الهدف يظل مرهوناً بتحسين الظروف التقنية والمالية، وإعادة تقييم جدوى المشروع في ضوء المعطيات الجديدة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا