أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي أن فصائل المقاومة في قطاع غزة قد تطورت بشكل ملحوظ في قدرتها على إصابة أهداف الاحتلال بدقة، وذلك بفضل استخدامها للطائرات المسيرة. خلال تحليله للمشهد العسكري في غزة، أشار الصمادي إلى أن الخبرات القتالية لفصائل المقاومة قد ازدادت إبداعًا ومهارة واحترافًا بعد 277 يومًا من الحرب. وأوضح أن هذه الفصائل، وخاصة كتائب القسام وسرايا القدس، قد أصبحت بارعة في استخدام قذائف الهاون، التي تعد جزءًا من أسلحة المدفعية وتستخدم كـ “سلاح منطقة” وليس “سلاح نقطة”.
وأشار الصمادي إلى أن فصائل المقاومة تعمل بروح الفريق الواحد ضمن منظومة القيادة والسيطرة، مما يساهم في زيادة فعالية عملياتها. كما أكد أن هناك تغيرًا نوعيًا في عمليات الرصد والاستطلاع التي تنفذها فصائل المقاومة باستخدام الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى استخدام قذائف الهاون بمختلف أعيرتها.
وتحدث الصمادي عن أهداف الاحتلال، مشيرًا إلى أنه يسعى لمنع فصائل المقاومة من تشكيل تهديد على محور نتساريم من هذه المناطق. وأشار إلى التصريحات المتكررة من قبل السياسيين والعسكريين الإسرائيليين حول عدم الرغبة في الانسحاب من المنطقة وإبقاء قواتهم هناك كجزء من المرحلة الثالثة من الحرب.
وأوضح الصمادي أن توغل جيش الاحتلال المفاجئ في مناطق واسعة جنوب غربي مدينة غزة جاء تحت غطاء ناري كثيف، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات ونزوح آلاف الفلسطينيين. وذكر أن الهدف من هذا التوغل هو توسيع محور نتساريم من كيلومترين إلى 4 كيلومترات، وذلك لتفادي نيران قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى “رجوم” و”107″ ومنع إغارات فصائل المقاومة، خاصة القسام والسرايا.