في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، تسببت العاصفة “سياران” في تأثير غير متوقع على كوب الشاي التقليدي في بريطانيا. دراسة حديثة من جامعة ريدنج البريطانية كشفت أن العاصفة أدت إلى خفض الضغط الجوي، مما أدى بدوره إلى خفض درجة غليان الماء إلى أقل من 100 درجة مئوية في بعض المناطق، وبالتالي تغير طعم الشاي.
مسار العاصفة وتأثيرها:
- الضغط الجوي وانخفاض درجة غليان الماء: ضربت العاصفة جنوب المملكة المتحدة، مصحوبة برياح قوية وأمطار غزيرة، مما تسبب في فيضانات شديدة في أجزاء من جنوب إنجلترا. وأدى انخفاض الضغط الجوي إلى خفض درجة غليان الماء في بعض المناطق إلى حوالي 98 درجة مئوية، وهو أقل بدرجتين من المعتاد.
- التأثير على مذاق الشاي: درجة الحرارة المثالية لاستخلاص مادة “العفص” من الشاي الأسود هي 100 درجة مئوية. انخفاض درجة غليان الماء أثر على عملية تخمير الشاي، مما أدى إلى تغير في مذاق الشاي التقليدي.
الدراسة والمنهجية:
- جمع البيانات: استخدم فريق الباحثين بقيادة كاليب ميلر، طالب الدكتوراه في علم الأرصاد الجوية بجامعة ريدنج، مقياسا حساسا في المرصد الجوي التابع للجامعة لجمع البيانات من محطات الأرصاد الجوية المحلية.
- نتائج الدراسة: كشفت الدراسة أن حوالي 20 مليون شخص في لندن وجنوب شرق إنجلترا تأثروا بهذه الظاهرة. وانخفضت درجة غليان الماء في ذروة العاصفة إلى ما يزيد قليلاً عن 98 درجة مئوية.
التأثيرات الأوسع:
- الارتباط بحياتنا اليومية: تسلط الدراسة الضوء على كيفية تأثير التغيرات الطفيفة في الظروف الجوية على الممارسات الثقافية اليومية، مثل إعداد الشاي.
- الآثار المستقبلية: مع استمرار تغير المناخ في التأثير على أنماط الطقس، من المحتمل أن تتأثر حياتنا اليومية بطرق مختلفة غير متوقعة. وتشجع الدراسة العلماء على النظر في التأثيرات الأوسع لأحداث الطقس بما يتجاوز التأثيرات المادية المباشرة.
تشير هذه النتائج إلى أن التغيرات المناخية لا تؤثر فقط على البيئة بشكل مباشر، بل يمكن أن تمتد تأثيراتها إلى تفاصيل الحياة اليومية التي قد لا نعتبرها عادة مهمة، مما يفتح آفاقاً جديدة للبحث متعدد التخصصات.