تواجه قبرص تحديات معقدة في إدارة تدفق اللاجئين والمهاجرين على أراضيها، وذلك في سياق تطورات سياسية وأمنية متسارعة في الشرق الأوسط. تاريخ قبرص في استضافة اللاجئين، بالإضافة إلى التزامها بلعب دور إنساني ولوجستي، يعكس تعقيد الموازنة بين الاستقبال والإيواء والترحيل.
أدوار قبرص في إدارة عمليات الإجلاء:
- خطة إستيا:
- الهدف: استقبال وإيواء مواطني الدول الثالثة الفارين من الأزمات.
- الإجراءات: تجهيز أماكن إيواء مؤقتة مثل المدارس في لارنكا وتوفير مرافق النظافة.
- التحديات: التعامل مع حالات طارئة غير متوقعة بناءً على تطورات الوضع في المنطقة.
- خطة نافكراتيس:
- الهدف: إدارة ترحيل مواطني الدول الأوروبية والأخرى من لبنان أو إدارة تدفق اللاجئين عبر البحر إلى قبرص.
- الإجراءات: استقبال المدنيين المؤقتين من دول الاتحاد الأوروبي أو كندا.
- الهدف النهائي: إعادة الفارين إلى وطنهم بعد فترة من الإيواء المؤقت.
الدور اللوجستي لقبرص:
- تلعب قبرص دورًا مهمًا في حركة الطيران، حيث أصبحت المطارات القبرصية نقطة إجلاء للمدنيين الإسرائيليين نتيجة الوضع الأمني في إسرائيل. وتوفر الجزيرة ملاذًا للطائرات الإسرائيلية التي تنقل المواطنين إلى بلادهم.
التحديات الداخلية:
- أزمة طالبي اللجوء: في بداية 2024، سجلت قبرص زيادة ملحوظة في أعداد طالبي اللجوء، تخطت 25 ألف طلب، مما أدى إلى تجاوز طاقة الاستيعاب لمراكز الإيواء. وهذا الوضع دفع منظمات حقوقية مثل العفو الدولية لانتقاد ظروف الإيواء التي تشبه السجون.
- الضغط على البنية التحتية: تدفق المهاجرين من سواحل لبنان، خاصة السوريين، فاقم من الأعباء على النظام القبرصي، مع احتمالية زيادة الأعداد في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
- التحذيرات الدولية: هناك مخاوف من تفاقم الوضع في حال انهيار لبنان، مما قد يتسبب في أزمة لجوء أكبر تتطلب استجابة عاجلة من قبرص.
الموقف السياسي لقبرص:
- الحياد السياسي: تؤكد الحكومة القبرصية التزامها بالحياد السياسي وعدم السماح بوجود أعمال عدائية إسرائيلية من أراضيها. هذا يأتي في سياق التهديدات من حزب الله اللبناني إذا ما تم السماح بعمليات هجومية انطلاقًا من قبرص.
التحديات المستقبلية:
- الاستجابة للأزمات الطارئة: بينما تستعد قبرص لإدارة عمليات الإجلاء والاستقبال، تواجه الجزيرة صعوبات كبيرة في تلبية احتياجات اللاجئين والمهاجرين، مما يتطلب استراتيجيات فعّالة لضمان توازن بين الاستجابة الإنسانية والقدرة على التعامل مع الأعداد المتزايدة.
تظل قبرص على مفترق طرق بين استجابتها الإنسانية لطلبات اللجوء والضغوط الداخلية المتعلقة بإدارة تدفق اللاجئين. تحتاج الجزيرة إلى حلول مبتكرة لضمان توفير الدعم اللازم للمحتاجين بينما تحافظ على استقرار نظامها وإمكانياتها الاستيعابية.