دخلت محطة تحلية مياه البحر بمدينة سيدي إفني الخدمة في شهر أبريل الماضي، لتُشكل خطوة مهمة نحو ضمان تزويد المدينة والمناطق المجاورة بالماء الصالح للشرب. ويأتي هذا المشروع في إطار البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي أُطلق تنفيذاً للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بالتغير المناخي وتوالي سنوات الجفاف، توفر هذه البنية التحتية حلاً مبتكرًا ومستدامًا لمشكلة ندرة المياه، التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات.
وتعتمد المحطة على خمسة آبار بحرية وتستخدم تقنية التناضح العكسي، وهي من أحدث التقنيات العالمية في مجال تحلية المياه. وتبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية للمحطة حوالي 8640 مترًا مكعبًا، بمعدل تدفق إجمالي يصل إلى 230 لتراً في الثانية، وتمتد على مساحة تبلغ 2000 متر مربع.
وقد بلغت تكلفة المشروع حوالي 300 مليون درهم، تشمل أشغال الربط بالشبكة، ويتضمن تجهيزات أساسية مثل خزانات للمياه الخام والمعالجة، وفلاتر رملية، ومختبر لمراقبة جودة المياه.
وتغطي المحطة حاجيات إقليم سيدي إفني وبعض المراكز التابعة لإقليم تيزنيت، حيث تهدف إلى تحسين ظروف عيش السكان، والحد من الانقطاعات المتكررة في التزود بالماء، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة من خلال دعم السياحة وجذب الاستثمارات.
وقد عبّر العديد من المواطنين المحليين عن رضاهم الكبير تجاه هذا المشروع، واعتبروه خطوة حاسمة نحو تأمين مستقبل مائي مستدام للمنطقة، كما أشادوا بأثره الإيجابي على الاستقرار الاجتماعي والبيئي.