تصعيد جزائري متزايد: هل تتجه المنطقة نحو مواجهة عسكرية؟
في سياق دولي وإقليمي متوتر، برزت تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة حول وجود “مؤشرات قوية” على نية الجزائر التصعيد عسكريًا مع المغرب، مما يثير تساؤلات عن احتمالية دخول البلدين في حالة مواجهة مباشرة. هذه التصريحات جاءت خلال مناقشة ميزانية وزارة الخارجية، حيث أكد بوريطة أن الجزائر تستثمر بشكل مكثف في التسلح، إذ خصصت ميزانية غير مسبوقة بقيمة 25 مليار دولار لعام 2025، ما يعكس زيادة بنسبة 10% مقارنة بعام 2024.
التصعيد العسكري الجزائري يتزامن مع قطيعة دبلوماسية بدأت في عام 2021، حين قررت الجزائر إنهاء العلاقات مع المغرب، مبررة ذلك بالحاجة لتجنب “الأسوأ”. ومع ذلك، يبدو أن هذا الخيار بات مطروحًا بقوة مجددًا.
الدوافع الداخلية والخارجية وراء التصعيد
محليًا، استخدمت الجزائر خطاب “العدو الخارجي” كأداة سياسية لتوجيه الانتباه بعيدًا عن أزماتها الداخلية، التي تفاقمت عقب الحراك الشعبي وصعوبات سياسية واقتصادية أخرى. أما خارجيًا، فقد أدت النجاحات الدبلوماسية المغربية، بما في ذلك الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، إلى تفاقم المأزق الجزائري.
تغير مواقف القوى الدولية
جهود الجزائر لتشكيل تحالفات إقليمية وعالمية لم تؤتِ ثمارها. من جهة، تراجعت مواقف دول أوروبية مثل إسبانيا وألمانيا وفرنسا لصالح المبادرة المغربية للحكم الذاتي. ومن جهة أخرى، شهدت العلاقة مع روسيا فتورًا بسبب تغير موقف موسكو تجاه ملف الصحراء.
خيارات الجزائر بين التصعيد والحوار
مع تضييق الخناق على الدبلوماسية الجزائرية، بات خيار التصعيد العسكري أكثر وضوحًا. ومع ذلك، يظل التساؤل مفتوحًا حول مدى استعداد الجزائر لتحمل تبعات هذا الخيار في ظل تزايد الضغوط الدولية والإقليمية.