الفقر في المغرب: تراجعٌ مُضلّل أم تحوّل حقيقي؟

0
553

رغم إعلان المندوبية السامية للتخطيط عن تراجع معدل الفقر في المغرب، يدعو الخبير الاقتصادي محمد العمراني إلى توخي الحذر، مشيرًا إلى أن هذا التراجع قد يخفي ارتفاعًا في مستوى الهشاشة لدى شرائح واسعة من المجتمع.

وقال العمراني في حوار مع فاينانس نيوز إن « الأرقام الرسمية تؤكد تراجع الفقر، لكن هذا لا يعني بالضرورة تحسنًا حقيقيًا في الأوضاع الاجتماعية، بل قد يشير إلى خطر انزلاق فئات جديدة نحو الفقر، خصوصًا في العالم القروي ».

وأوضح أن موجة الجفاف المستمرة منذ ست سنوات أثرت بشكل كبير على سكان القرى، الذين يعتمدون أساسًا على الزراعة، ما يدفع كثيرًا منهم إلى الهجرة نحو المدن، حيث يستقرون غالبًا في أحياء هشة تفتقر إلى الخدمات الأساسية، مما يزيد من التحديات المرتبطة بالأمن والسكن والبنية التحتية.

وفي ما يتعلق ببرامج الدعم الاجتماعي، يرى العمراني أنها ضرورية لكنها لا يجب أن تكرّس منطق « الاتكالية »، داعيًا إلى التركيز على التكوين المهني والتعاونيات كوسيلة لتمكين الساكنة القروية من خلق موارد رزق مستدامة.

كما شدد على ضرورة فك العزلة عن المناطق الفقيرة عبر تطوير الطرق والمدارس ومراكز الرعاية الصحية، ومحاربة الأمية، معتبرًا أن هذه الجهود تمثل مفتاحًا حقيقيًا لمكافحة الفقر والهشاشة على المدى الطويل.

واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية التوازن بين الجهود المبذولة في العالم القروي والحضري، مع ضرورة استلهام التجارب الدولية الناجحة في مجال التنمية الاجتماعية الشاملة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا