الصمت المغربي في أزمة إسرائيل وإيران: موقف أم استراتيجية؟

0
11

أثار التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران اهتمامًا دوليًا واسعًا، وسط مخاوف من توسع دائرة الصراع في المنطقة. وبينما سارعت العديد من العواصم إلى إعلان مواقفها، برز صمت المغرب كموقف دبلوماسي لافت، يثير تساؤلات حول خلفياته وأبعاده.

في الواقع، يعكس هذا الصمت المغربي استراتيجية خارجية متزنة تقوم على الحذر والبراغماتية، تأخذ بعين الاعتبار توازنات إقليمية ودولية معقدة. فمن جهة، أعاد المغرب علاقاته الرسمية مع إسرائيل في إطار اتفاقات أبراهام سنة 2020، ما سمح بتطوير التعاون في مجالات عدة، كالتكنولوجيا والدفاع، دون أن يتحول هذا التعاون إلى تحالف سياسي أو عسكري علني.

من جهة أخرى، ورغم التوتر التاريخي مع إيران – خاصة بعد اتهام الرباط لحزب الله بدعم جبهة البوليساريو – فإن المغرب لا يعتبر طهران خصمًا مباشرًا له، ولا يرى مصلحة في الانخراط في مواجهة دبلوماسية معها.

على الصعيد الداخلي، يُدرك المغرب حساسية الرأي العام تجاه مسألة التطبيع، خاصة في ظل تصاعد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية. وعليه، فإن أي موقف منحاز لصالح إسرائيل في صراع مع إيران قد يُؤجج الغضب الشعبي ويضع الحكومة في موقف حرج.

اقتصاديًا، يركز المغرب حاليًا على تثبيت الاستقرار وجذب الاستثمارات، وهو ما يتطلب النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية ذات الطابع الاستقطابي.

بالتالي، يمكن فهم صمت الرباط ليس كحياد سلبي، بل كخيار دبلوماسي مدروس يسعى إلى الحفاظ على استقلالية القرار الوطني، وتفادي التورط في نزاعات لا تخدم مصالح البلاد المباشرة، في ظل مشهد إقليمي مضطرب وسريع التقلب.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا