السلامة الطرقية: “التريبورتورات” تحت مجهر الانتقادات مجددًا

عادت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) لتؤكد أن نقل الركاب بواسطة الدراجات ثلاثية العجلات (التريبورتورات) ممنوع بشكل قطعي، مشددة على أن هذا النوع من المركبات مخصص لنقل البضائع فقط، وليس لنقل الأشخاص.

ورغم هذا التذكير، ما يزال عدد من سائقي التريبورتورات، سواء في المدن أو القرى، يستخدمونها لنقل الركاب بشكل غير قانوني، مما يشكل تهديدًا حقيقياً للسلامة الطرقية ومنافسة غير مشروعة لوسائل النقل المرخصة كسيارات الأجرة والحافلات.

وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت هذه المركبات بشكل لافت في مختلف مناطق المملكة، وأصبحت تمثل وسيلة نقل سري تهدد حياة الركاب والمارة. وهو ما أثار استياء مهنيي النقل والفاعلين في مجال السلامة الطرقية، الذين يطالبون بإجراءات صارمة، من بينها إلزام السائقين بالحصول على رخصة السياقة، ومنع نقل الركاب، وتطبيق صارم لمقتضيات مدونة السير.

أحمد يفيدي، رئيس جمعية تطوير السلامة الطرقية والنقل، أكد في تصريح لـ Hespress على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة، مشيرًا إلى أن المغرب يعرف نسبًا مقلقة لحوادث السير، بعضها مميت وبعضها يؤدي إلى إعاقات دائمة، موضحًا أن وقف هذه الممارسات غير القانونية يعد خطوة أساسية نحو تعزيز السلامة الطرقية.

ودعا إلى تقييد استعمال التريبورتورات بنقل البضائع فقط، وعدم السماح لها بالتدخل في قطاع النقل الحضري الذي تنظمه الدولة ويؤطره القانون.

من جهته، عبّر عز الدين شرف، رئيس المرصد الوطني للسلامة الطرقية والإسعافات الأولية، عن قلقه من هذه الظاهرة، مطالبًا السلطات المختصة بالتعامل بحزم مع تحويل هذه المركبات من وسيلة لنقل البضائع إلى وسيلة غير آمنة لنقل الأشخاص.

وأوضح أن بعض سائقي هذه المركبات أصبحوا يمارسون النقل السري علنًا، وأحيانًا أمام أنظار الشرطة والدرك، دون أي تدخل حازم، رغم المخاطر التي تشكلها هذه الممارسات على الأرواح.