الذكاء الاصطناعي: إعادة التفكير في التشغيل والتكوين

0
54

دعا المشاركون في مؤتمر نُظم يوم الأربعاء بالدار البيضاء إلى إعادة النظر بشكل جذري في الممارسات المهنية، وذلك في ظل النمو السريع للذكاء الاصطناعي (الذي يغير بشكل عميق النماذج التقليدية للتشغيل والتكوين والتنافسية).

وقد نُظم هذا اللقاء تحت شعار: «قابلية التشغيل والتنافسية في عصر الذكاء الاصطناعي: تحديات وفرص للمغرب»، بشراكة بين جامعة الأخوين ومجموعة “لو ماتان”، وجمع مسؤولين أكاديميين وخبراء في المجال الرقمي وممثلين عن القطاع الخاص، حيث أجمعوا على ضرورة التكيف السريع مع المتغيرات الجديدة في سوق العمل.

وأشار النائب العام لرئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مهدي التازي، إلى أن الذكاء الاصطناعي يُحدث تحوّلات كبيرة في المهن الحالية، موضحاً أن مهاماً كانت تتطلب في السابق عمل 20 شخصاً يمكن الآن إنجازها من قبل 3 أو 4 أشخاص فقط بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي. وأضاف: “أعمال كانت تستغرق أسبوعين تُنجز اليوم في 15 دقيقة فقط”.

ولفت إلى أن هذا التحول يمسّ قطاعات أخرى مثل الاستشارات القانونية، الصحة، ألعاب الفيديو، والأمن السيبراني، مشدداً على ضرورة خلق وظائف جديدة وإصلاح منظومة التكوين، مع دمج تعلم البرمجة ومبادئ الذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية.

من جهته، أكد رئيس جامعة الأخوين، أمين بن سعيد، أن الجامعة تبنّت مقاربة جديدة قائمة على تكوين شامل يركز على المهارات العملية واحتياجات سوق العمل، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح مدمجاً في البرامج التعليمية منذ نوفمبر 2022، من خلال ورشات لتكوين الأساتذة.

وقال بن سعيد: “طموحنا هو أن يكتسب كل طالب المهارات التي تتوقعها منه الشركات”، موضحاً أن 10% من طلبة الجامعة يتابعون دراستهم بالتناوب مع العمل، و10% يعملون داخل الحرم الجامعي، إضافة إلى التدريب المهني الكلاسيكي.

وشهد المؤتمر، الذي حضره وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، صدور عدد من التوصيات، من بينها ضرورة إشراك الفاعلين الاقتصاديين في صياغة سياسات التكوين، وتيسير مسارات التعلم، وتعزيز الاعتراف بالكفاءات من خلال آليات الشهادات.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا