تسببت سنوات الجفاف المستمرة في موت أعداد كبيرة من أشجار الزيتون، بما في ذلك الأشجار المعمرة التي يمتلكها فلاحون في العديد من المناطق المحيطة بمدينة مراكش كمنطقة آيت ايمور ومنطقة الأوداية، وأدى الجفاف الشديد وقلة التساقطات المطرية إلى أزمة خطيرة أثرت بشكل كبير على قطاع الزيتون.
وتسبب انخفاض مستويات المياه في تدهور إنتاج الزيتون، مما أدى إلى تراجع كبير في جودة الثمرات، هذه الأزمة تُعد الأسوأ التي تشهدها المنطقة والمغرب منذ أكثر من أربعة عقود، مما دفع مهنيين إلى توقع تسجيل ارتفاع ملحوظ في أسعار زيت الزيتون هذا الموسم.
هذا الارتفاع في الأسعار له تأثير كبير على الاقتصاد المحلي، حيث يعاني المستهلكون من زيادة في تكاليف المعيشة، أما الفلاحون، الذين يعتمدون بشكل كبير على محصول الزيتون كمصدر رئيسي للدخل، يواجهون صعوبات اقتصادية كبيرة نتيجة انخفاض الإنتاج وارتفاع تكاليف الزراعة، مما يؤثر بشكل سلبي على قدرتهم الشرائية.
في ظل هذه الأوضاع، يطالب الفلاحون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من أشجار الزيتون، و يشددون على ضرورة توفير احتياطي من المياه بشكل فوري لضمان استمرارية دورات السقي والري، وهو ما يساعد في تقليل الأضرار التي لحقت بمحاصيلهم.
وإذا استمر الجفاف بنفس الوتيرة، فإن هناك مخاوف حقيقية من أن شجرة الزيتون قد تواجه خطر الانقراض في هذه المناطق، هذا الأمر سيشكل ضربة قوية للاقتصاد المحلي، حيث أن شجرة الزيتون تمثل رمزًا زراعيًا واقتصاديًا هامًا في مراكش، وانقراضها سيؤدي إلى فقدان مصدر دخل رئيسي للعديد من الأسر، ويهدد استدامة الزراعة في المنطقة.