تشهد الساحة الرقمية زيادة ملحوظة في ظاهرة استغلال بعض الآباء والأمهات لأبنائهم في إنتاج محتوى يهدف إلى تعزيز شهرتهم وزيادة المشاهدات ، دون المراعاة للتداعيات النفسية والاجتماعية على الأطفال الذين يجدون أنفسهم يرقصون أمام الكاميرا سواء برضاهم أو مجبرين.
عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منصة انستغرام ومنصة تيك توك، تظهر العديد من الفيديوهات التي تُظهر أطفالا صغارا يقومون بأداء متنوع، بدءا من الرقص على أغان لا يفهمون معانيها ، وصولاً إلى تقمص أدوار مستوحاة من محتوى موجه للبالغين. بعض هؤلاء الأطفال يقدمون وصفات طهي، بينما يتحول آخرون إلى عارضي أزياء لعرض ملابسهم، هذه المنصات التي في الأساس خصصت للبالغين أصبحت بيئة خصبة لاستغلال براءة الأطفال بموافقة ولي أمرهم القانوني، مما يحول هؤلاء الأطفال الصغار إلى منتجات يتم تسويقها.
و الأخطر من ذلك هو استغلال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و ذوي الإعاقات بنفس الطريقة، مما يجعلهم أكثر عرضة للتنمر والإساءات وغيرها من أساليب الإزعاج المختلفة…
وقد أكد مجموعة من الأطباء النفسيين أن هذا الاستغلال قد يؤدي الى تأثيرات نفسية خطيرة، مثل تفاقم الإعاقة واضطرابات نفسية تشمل الحزن والعزلة وحتى الاكتئاب.
للحد من هذه الظاهرة التي أضحت تتكاثر بشكل مقلق يتعين على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن يكونوا حذرين و يقوموا بالإبلاغ عن المحتوى الذي يظهر أطفالاً في سياقات غير مناسبة. هذا سيدفع مشغلي المنصات إلى حذف هذا المحتوى. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز التشريعات وتطوير القوانين المخصصة لحماية حقوق الأطفال على الإنترنت وفرض عقوبات صارمة على الأفراد الذين ينشرون محتوى يؤذي الأطفال. كما يجب أيضاً توعية الأهالي بأهمية حماية خصوصية أطفالهم.
في النهاية، يجب أن تبقى حماية حقوق وسلامة الأطفال في صدارة اهتماماتنا.