شهد مسجد الكتبية في مساء السبت إقبالًا كبيرًا من المصلين الذين حرصوا على إحياء ليلة القدر المباركة في جو من الخشوع والسكينة
جاء المصلون من مختلف الأعمار والفئات، شيبًا وشبابًا ونساءً وأطفالًا، من مختلف أحياء مراكش الحمراء، لتجديد روحانيتهم في هذا الصرح الديني التاريخي الذي خضع لأعمال ترميم بعد زلزال سابق
أحبّ المراكشيون تخصيص ليلة القدر داخل هذا المسجد الثقافي والمعماري المميز لما يحمله من قيم وأصالة. يسعون لاستنشاق النفحات الروحانية التي تميز هذه الليلة المباركة، وهي ليلة نزول القرآن
يصل المصلون محملين بسجاداتهم لأداء صلاة التراويح في هذا الصرح الديني التاريخي المعروف بجوار جامع الفنا، مع بعضهم يفضلون تناول وجبة الإفطار داخله لضمان مكانٍ مريح ومقدم في الصفوف الأمامية، حيث يمكنهم الاستمتاع بالأجواء الروحانية والتأمل في الكلمات القرآنية
تتوافد الجموع من المصلين لتمتد صفوفهم في الفضاءات المجاورة، وقد تم تجهيز هذه المساحات بأرضيات وإنارة وسلالم لتسهيل حركتهم وجولاتهم حول المسجد. تُقدَّم خدمات طبية وإسعافية لضمان راحة المصلين وسلامتهم
يعكس المشهد المهيب داخل المسجد جمالية الدين والتعبد، حيث ينغمس المصلون في تدبر القرآن تحت قيادة إمام متقن وصوت شجي ويمر السياح الأجانب في الشارع المقابل، مفتونين بالأجواء الروحانية التي يشهدها هذا المكان التاريخي
في إطار تنظيم الأنشطة الدينية خلال شهر رمضان، قامت السلطات المحلية بتهيئة الساحات المحاذية للمسجد لاستقبال المصلين وإقامة الصلوات والتعبدات، بما في ذلك إحياء ليلة القدر
يُعَدُّ مسجد الكتبية، الذي شُيد في عهد الموحدين، من أهم المعالم الثقافية والدينية والمعمارية في المغرب، ويشكل جاذبية سياحية بارزة لزوار مراكش خلال شهر رمضان وعلى مدار السنة، حيث يعكس تاريخ المدينة وثقافتها بشكل مميز


