مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره السابع، يبدو أن الضوء الأخضر الذي منحته واشنطن لتل أبيب والدعم غير المشروط لإسرائيل الذي أعلنته دول غربية عديدة في بداية الحرب، انقلبا إلى الضد مع المجازر اليومية والجرائم التي يقترفها الاحتلال بحق المدنيين العزل في القطاع، وهذا على مرأى ومسمع من العالم.
وذكر موقع “أكسيوس” يوم الجمعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومساعديه فوجئوا بطلب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال المكالمة الأخيرة بينهما، بوقف القتال في غزة خارج سياق صفقة تبادل الأسرى.
وقال الموقع إن مصادر مطلعة أكدت أن بايدن أنذر نتنياهو بأن الإدارة الأميركية لن تتمكن من دعمه ما لم تغيّر إسرائيل مسارها في غزة، ودعاه إلى اتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية.
وفي هذا السياق، تزايدت الضغوط الأوروبية على تل أبيب مع استمرار الحرب والمجازر اليومية بحق المدنيين العزل في غزة.
و وقّعت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي يوم الجمعة على رسالة موجهة إلى بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن تطالب بوقف إمداد إسرائيل بالسلاح.
وفي أوروبا، شهدت الضغوط الرامية إلى وقف إمداد إسرائيل بالسلاح زخما، حيث جهز عدد من البرلمانيين في فرنسا رسالة تطالب الرئيس إيمانويل ماكرون بوقف جميع مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، وحذروا من أن عدم اتخاذ تلك الخطوة ينطوي على مخاطر تجعل فرنسا شريكة في الإبادة الجماعية.
وفي ألمانيا، رفع محامون دعوى عاجلة ضد الحكومة لإلزامها بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بسبب الاشتباه في استخدام تلك الأسلحة في انتهاكات للقانون الدولي.
وفي الأمم المتحدة، أصدر مجلس حقوق الإنسان قرارا بحظر تصدير السلاح إلى إسرائيل على خلفية استمرار حربها على غزة، مما يشكل ضغطاً على تل أبيب لوقف عدوانها.
ومع ذلك، لم تفلح كل الضغوط المذكورة في كسر تعنت إسرائيل، حيث تواصلت سياسة الهروب إلى الأمام والاستمرار في عدوانها على قطاع غزة، مما يزيد من الكارثة الإنسانية هناك.