في يوم العاشر من شهر رمضان، تستحضر الذاكرة الوطنية لدى المغاربة ذكرى وفاة أب الأمة، الملك الراحل محمد الخامس، رحمه الله، فقد كانت حياته مليئة بالتضحيات الجليلة من أجل وطنه وشعبه. ويعتبر اليوم مناسبة لاستحضار رحيله ونضاله من أجل الحرية والاستقلال، وللتأمل في العلاقة الوثيقة التي تجمع بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد
فبطل التحرير، محمد الخامس، ترك للتاريخ إرثاً عظيماً عندما إنتقلت روحه في العاشر من رمضان لسنة 1380 هجرية. كانت هذه الفترة بعد تحقيق المغرب إستقلاله من الإستعمار، وكان وفاته ضربة قوية للأمة وللحركات الوطنية التي رأت فيه قائداً بارزاً في نضالها من أجل الحرية والكرامة
وكانت تضحياته تعبيراً عن وفائه وتشبثه بمبادئه، حيث رفض التنازل عن سيادة بلاده ولم يتوانَ عن تحمل مرارة المنفى. كان يؤدي دوره كقائد بتشاور دائم مع الحركة الوطنية، مما أدى إلى تعزيز الوحدة والتضامن بين مختلف شرائح المقاومة
وعلى الرغم من محاولات الإستعمار للتآمر على وحدة الشعب المغربي ورمز العرش، إلا أنهم لم ينجحوا في كبح عزيمتهم. فقد مثلت عودة الملك من المنفى بعد إنتفاضة الشعب العظيمة رفعة للأمة، وتحقيقاً للحرية والإستقلال
وفي هذا السياق، جسد الشعب المغربي إستعداده القوي للتضحية من أجل مبادئه ورموزه، وتأكيداً على ولائه الدائم لوطنه وملكه. ومن خلال الصمود والتضامن، نجح المغرب في تحقيق الإنتقال من حالة الإستعمار إلى بناء دولة حديثة ومستقلة
وبفضل إستمرارية هذه الجهود، واصل العرش المغربي تعزيز مسار التنمية والحداثة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، حاملاً راية التضامن والتعاون لمواجهة التحديات المستقبلية