دعم النواب الفرنسيون مساء الثلاثاء بأغلبية كبيرة الاتفاقية الأمنية الموقعة مع أوكرانيا لتعزيز التعاون العسكري في مواجهة الغزو الروسي خلال تصويت غير ملزم. وصوت 372 نائبًا لصالح الاتفاقية فيما رفضها 99 هم تحديدًا من حزب فرنسا الأبية والشيوعيين بشكل رئيسي. فيما امتنعت كتلة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف عن التصويت.
وقد دعمت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) بشكل واسع خلال جلسة الثلاثاء الاتفاقية الأمنية بين باريس وكييف، رغم امتناع حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف عن التصويت ومعارضة حزب فرنسا الأبية الذي ندد بتصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون حول إرسال قوات برية.
وقد صوت النواب بأغلبية 372 صوتًا مقابل 99 وفقًا لما أعلنته رئيسة الجمعية الوطنية يائيل براون-بيفيه لصالح استراتيجية الدعم الفرنسي لأوكرانيا، بموافقة من حزب اليسار والحزب الاشتراكي ونشطاء البيئة خلال هذا الاقتراع غير الملزم والذي يتخذ بعدا رمزيا.
ومن المقرر أن يتحدث ماكرون عن أوكرانيا الخميس في نشرة الأخبار الساعة الثامنة مساءً على قناتي تي إف 1 وفرانس 2، حسبما أعلنت القناتان بعد دقائق قليلة من التصويت.
وقد قال رئيس الوزراء غابرييل أتال إن « الامتناع عن التصويت يعني الفرار » والتصويت ضده هو « إدارة ظهرنا لتاريخنا » خلال افتتاح المناقشات. لكنه خاطب الفرنسيين بشكل مباشر في المقام الأول، مؤكدا على المخاطر « الملموسة » التي قد يواجهها الفرنسيون في حياتهم اليومية في حال انتصرت روسيا.
وقال أتال إنه وبعد عامين من اندلاع الحرب، سيكون نجاح فلاديمير بوتين بمثابة « كارثة » على « القوة الشرائية… سيعيش الفرنسيون حياة أقل رفاهية… مع تضخم وانفجار أسعار المواد الغذائية والطاقة ». وأضاف بعد أن أشاد بـ »المقاومة الاستثنائية للشعب الأوكراني » وسط تصفيق: « لا نضع حدودًا لأنفسنا في مواجهة روسيا ما دامت لم تضع أي حدود ».
تزامناً، أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار، علمًا أنها دون سقف رزمة المساعدات الهائلة التي يطالب بها الرئيس جو بايدن ولا تزال معطلة في الكونغرس.
وكان تصويت النواب الثلاثاء محوره الاتفاق الأمني الفرنسي-الأوكراني الذي وقع في 16 فبراير ومدته عشرة أعوام ويتضمن تعزيز التعاون العسكري، خصوصًا في مجالي المدفعية والدفاع الجوي.
وامتنع حزب مارين لوبان التجمع الوطني المتهم دوما بأنه مؤيد للكرملين، عن التصويت، عازيا ذلك إلى « خطوط حمر » بينها إمكان إرسال قوات برية إلى أوكرانيا واحتمال انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

