قبل عقدين أو ثلاثة عقود فقط، كان عدد قليل جداً من الناس يعرفون، أو حتى سمعوا، كلمة “التوحد”. على العكس من ذلك، نرى أو نسمع اليوم كثيراً عن التوحد، غالباً من مصادر إعلامية متعددة بما في ذلك: برامج التلفزيون والصحف والمجلات والإنترنت. ومع ذلك، ليس لدى الجميع فهم حقيقي لهذا المصطلح.
التوحد، ويسمى أيضاً اضطراب طيف التوحد ، و هو اضطراب عصبي نمطي شائع (نفس الفئة المصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وصعوبات التعلم، وغير ذلك من الاضطرابات التطورية). ويعني مصطلح “اضطراب النمو العصبي” أن هذه الحالة الشاذة تخلق مشكلة رئيسية في الدماغ النامي، وتتسبب في تأخير أو تحريف أنماط مهارات الطفل النمائية، على سبيل المثال المهارات الحركية أو اللغوية أو مهارات التعلم أو المهارات الاجتماعية.
في ظل غياب المراكز المختصة، تجد الأسر نفسها في مواجهة تحديات كبيرة في توفير الخدمات والرعاية المناسبة لأفرادها المصابين بالتوحد. قد يكون من الصعب العثور على الدعم اللازم، كالعلاج السلوكي والنفسي والتعليم المخصص، مما يزيد من الضغط على الأسرة ويؤثر على جودة حياتها.
ومن الضروري إقامة ودعم المراكز المختصة لتقديم الخدمات والدعم اللازم للأفراد الذين يعانون من التوحد. يجب أن تكون هذه المراكز مجهزة بالكوادر الطبية والمتخصصة والأطقم التعليمية القادرة على تقديم الدعم الشامل اللازم لتحفيز نمو وتطور الأفراد المصابين بالتوحد.
بمساعدة المراكز المختصة، يمكن للأسر أن تجد الدعم الذي يحتاجونه، ويمكن للأفراد المصابين بالتوحد أن يستفيدوا من البرامج والخدمات التي تساعدهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والاندماج في المجتمع بشكل أفضل.
على المستوى الحكومي، يجب العمل على توفير الموارد اللازمة لإنشاء ودعم مراكز التوحد وتوفير الدعم المالي والتدريب للأطقم الطبية والتربوية المعنية. بالإضافة إلى ذلك، يتعين أن تُعزز الحملات التوعوية والتثقيفية حول التوحد لتعزيز الفهم والتعاطف مع الأشخاص المتأثرين بذلك.