الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول الإفريقية تشكل ركيزة قوية بالنسبة للقارة

0
180

قال رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اليوم الخميس في قمة منتدى التعاون الصيني – الإفريقي ببكين، إن المملكة المغربية تؤمن بقوة أن « الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول الإفريقية تشكل قاعدة أساسية لتقدم القارة »، مشيراً إلى أن هذه الشراكة يمكن أن تعزز العلاقات بين الجانبين وتفتح آفاقاً واسعة للتعاون.

وذكر السيد أخنوش، الذي يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا المنتدى (من 4 إلى 6 شتنبر)، خلال اجتماع رفيع المستوى حول « دعم التصنيع في إفريقيا، وتحديث الزراعة، والتنمية الخضراء على طريق التحديث »، الزيارة الناجحة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية في مايو 2016. وقد توجت هذه الزيارة بتوقيع الإعلان المشترك حول إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية، مما يعكس الإمكانيات الكبيرة بين البلدين ويجسد الإرادة السياسية الصادقة لتجسيد هذه الرؤية المشتركة وتعزيز التعاون بين البلدين.

وأشار إلى أن اختيار موضوع « دعم التصنيع في إفريقيا، وتحديث الزراعة، والتنمية الخضراء على طريق التحديث » كشعار للاجتماع يعكس إدراك الصين وإفريقيا لأهمية التصنيع والتحديث الزراعي والتنمية المستدامة للقارة.

وأضاف السيد أخنوش أن المملكة المغربية اعتمدت استراتيجيات طموحة في هذا السياق، مثل « الميثاق الوطني للانبثاق الصناعي » و »مخطط التسريع الصناعي »، والتي ساهمت في تطوير القدرات الصناعية وتعزيز الابتكار في المغرب.

وأكد أن المغرب يسعى لإطلاق ميثاق تنافسي جديد للاستثمار، يهدف إلى تعزيز حضور الشركات المغربية دولياً وزيادة جاذبية الاستثمارات الأجنبية في المملكة.

كما نوه السيد أخنوش بأن المغرب يركز على قطاعات المستقبل مثل الطاقات المتجددة، صناعة السيارات الكهربائية، صناعة الطائرات، الصناعات الإلكترونية، والهيدروجين الأخضر.

وفيما يخص الزراعة، أشار إلى مبادرات المغرب الطموحة مثل « المغرب الأخضر » و »استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030″، التي تهدف إلى تحديث القطاع الزراعي وتعزيز إنتاجيته لمواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ وضمان الأمن الغذائي.

وأوضح السيد أخنوش أن المغرب يعمل على مشاريع كبرى بقيمة مالية تتجاوز 14 مليار دولار في إطار تعزيز الحكامة الجيدة للماء، بما في ذلك اعتماد نظام السقي بالتنقيط واستكمال بناء السدود، ونقل المياه بين الأحواض، بالإضافة إلى مشاريع تحلية مياه البحر.

كما أكد على أهمية التنمية الفلاحية والأمن الغذائي في السياسة الإفريقية للمملكة، مشيراً إلى أن جلالة الملك محمد السادس قد قدم دعماً كبيراً للقطاع الزراعي في إفريقيا من خلال مشاريع مثل بناء مصانع الأسمدة في إثيوبيا ونيجيريا، وتعزيز إنتاج وتوزيع الأسمدة في القارة.

وخلص السيد أخنوش إلى أن المغرب، بفضل موارده الاستراتيجية، سيبقى شريكاً مثالياً للصين وإفريقيا في تنفيذ المبادرات المشتركة التي تركز على تحديث الزراعة، وتطوير البنية التحتية، والطاقات المتجددة. وأعرب عن استعداد المغرب للمساهمة في تطوير آليات وبرامج منتدى التعاون الصيني – الإفريقي بما يتماشى مع المبادرات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس.

وفي ختام كلمته، قدم السيد أخنوش شكره لجمهورية الصين على استضافتها للمنتدى، مشيداً بالمبادرات الصينية مثل « الحزام والطريق » و »المبادرة الدولية للتنمية »، والتي تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الصين وإفريقيا.

كما يتضمن برنامج القمة تنظيم أربع اجتماعات رفيعة المستوى حول حكامة الدولة، والتصنيع والتحديث الفلاحي، والسلام والأمن، بالإضافة إلى ندوة الثامنة لرواد الأعمال الصينيين والأفارقة.

ويضم الوفد المغربي المشارك في قمة المنتدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار، السيد محسن جازولي، وسفير المملكة المغربية ببكين، السيد عبد القادر الأنصاري، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، السيد شكيب لعلج.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا